الشهب والمفرقعات النارية تعكر صفو الاحتفالات بعاشوراء

انطلقت منذ مساء أمس خميس، احتفالات واحد من أهم المناسبات الدينية لدى المغاربة، وهي مناسبة عاشوراء، التي تصادف يوم العاشر من محرم كل سنة، حسب التقويم الهجري؛ وهو الشيء الذي نلاحظه في مختلف الأسواق المحلية، التي تستعد بدورها لهذه الاحتفالات كلّ سنة، نظراً لقيمتها المعيارية والدّينية داخل عمق المجتمع.

عاشوراء تنعش آمال التجار الموسميين

وفي هذا الصدد، تحاول المحلات التجارية، أن تستغل هذه المناسبة، من أجل توفير منتوجات موسمية ترتبط فقط بظرفيّة عاشوراء، كما يظهر باعة متجولون في الشوارع وأزقة الأسواق، لتوفير منتجات عاشوراء، الذي يتزايد عليها الطلب في هذه الأيام، وهو ما يعرف بالمهن الموسميّة أوالمؤقتة“، التي تبرز بشكل كبير في الأيام التي تسبق أي حدث احتفالي.

ولعل أبرز المنتوجات التي تروج بقوة خلال هذه المناسبة الدينية، هناك ألعاب الأطفال بمختلف أنواعها، إضافة لبعض الآلات الموسيقية، من قبيل ما يسمى بـالتعريجة، أوالبندير، فضلًا عن المكسّرات والفواكه الجافّة والحلويات المنزلية والمصنعة، والتي تنعش آمال التجار الموسميين والباعة الجائلين أصحابالفراشات“.

ومن ناحية أخرى، ورغم ما يكتسيه هذا الحدث الديني من طابع احتفالي، وأجواء دينية واجتماعية تعيد الدفئ في الأوساط العائلية، إلا أنه يتميز أيضًا بكونه فرصة يستغلها بعض الأشخاص لترويج منتوجات مهربة قد تشكل خطرًا حقيقيًا على سلامة المواطنين، من قبيل المفرقعات والشهب النارية.

المصالح الأمنية تشن حربا على مروجي الشهب والمفرقعات

هذا، وأشعلت الأيام القليلة التي تسبق حدث عاشوراء، استنفارًا غير مسبوق وسط المصالح الأمنية بمختلف المدن، لاسيما العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، التي تعتبر من أكبر منابع ترويج هذه المواد الممنوعة والخطيرة، حيث شنت السلطاتحربا شرسةعليها، من خلال تتبع ورصد واعتقال من يبيعها ويروجها.

كما تظهر البلاغات الصادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني، في الآونة الأخيرة، الجهود المبذولة التي تباشرها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، في سياق العمل المستمر والمكثف لمكافحة ترويج المواد المتفجرة التي يشكل استعمالها خطرا كبيرا على سلامة الأشخاص والممتلكات، والتي نجحت في الأيام الماضية، في حجز شحنات مفرقعات وشهب فاقت أعدادها المليون في بعض الحالات؛ بالإضافة لقيامها بحملات استباقية تستهدف جمع العجلات المرمية في الشوارع، التي قد يتم استخدامها على هامش هذا الحدث من أجل إشعال النيران، في احتفالات توصف بـالمتمردة، تبث الرعب والخوف داخل نفوس السكان.

مفرقعاتعاشوراء“.. خطر حقيقي يتحدى القانون

ترويج المفرقعات والشهب الاصطناعية يعتبرخطرًا حقيقيًاكما يصفه الخبراء، وذلك لما يمثله من تهديد قوي على سلامة الأشخاص، خصوصًا الأطفال القاصرين، الذين اعتادوا على اقتناء هذه المنتوجات المهربة، واستعمالها في هذه المناسبة. ولعل أبرز مثال لذلك، تلك الحادثة الأليمة التي أودت بحياة طفل لا يتجاوز عمره 13 سنة، بالمحمدية، ليلة الإثنين 17 يوليوز الجاري، بعد إصابته بشهاب اصطناعي طائش، مما أعاد بشكل كبير الجدل حول انتشار هذه الظاهرة الخطيرة في المجتمع.

وبالرغم من أن القانون المتعلق بتنظيم المتفجرات ذات الاستعمال المدني والشهب الاصطناعية الترفيهية، قد دخل حيز التنفيذ منذ حوالي خمس سنوات، وجاء بعقوبات مشدّدة ضد مخالفي مقتضياته؛ إلا أن تجّار المفرقعات التي يستعملها الأطفال في عاشوراء، ما زالوا يتحدّون القانون، ويروّجون هذه المواد ذات الخطورة على مستعمليها، والمزعجة لراحة المواطنين، داخل ما يسمى بـ”السوق السوداء”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *