الجماهير المغربية.. متعة تلهب ملاعب المونديال وتخلق الحدث بقطر

“النية”، كلمة السر بين وليد الرگراگي والجماهير المغربية، التي حضرت بالآلاف في المدرجات لدعم الأسود وتشجيعهم، وإنعاش حماستهم وروحهم القتالية، هتفت الجماهير المغربية ب ” سير سير سير” فتساقط الخصوم تباعا وكانت النتيجة تاريخية.

معجزة المونديال

إذا كان المنتخب الوطني “الحصان الأسود” لهذا المونديال، فالجماهير المغربية معجزته، طلب وليد الرگراگي من الجماهير المغربية عدم التوقف عن التشجيع طوال المباريات أيا كانت النتيجة، فاستجابت الجماهير “الجائعة” للفرح والانتصار، وهتفت بالشعارات والتشجيعات، التي وصل صداها من الدوحة إلى كل بقاع العالم، وتحدثت الصحف العالمية عن روعة وسمفونية الجماهير المغربية.

لقد كان تأثير المشجعين المغاربة إيجابي على ” كتيبة” وليد الرگراگي، فالدعم المتواصل من طرف الجماهير حتى صافرة نهاية المباراة كان له مفعول ” السحر” على اللاعبين الذين قاتلوا داخل الملعب حتى آخر الثواني، بحيث صرح أكثر من لاعب داخل الفريق الوطني، أن دعم ومؤازرة الجماهير كان سببا في تحقيق هذا الإنجاز الغير مسبوق، بالوصول للمربع الذهبي.

الجماهير المغربية كانت حاضرة بقوة في قطر

قال يوسف شيبو، اللاعب الدولي السابق والمحلل بقنوات “بين سبورت” القطرية، في حديثه “لبلادنا 24” أنه “مما لا شك فيه أن التحفيز والمساندة التي قامت بها الجماهير المغربية في هذا المونديال للفريق الوطني، كانت لها آثار إيجابية على عطاء اللاعبين خلال هذه المنافسة”.

وأضاف شيبو، أن ” هذه البطولة عرفت تشجيعا مميز، وذلك بحضور عدد كبير من الجماهير المغربية لقطر، بهدف مساندة الأسود وهذا أعطى الحافز للاعبي الفريق الوطني لتقديم أفضل ما لديهم، ودعم الجماهير هي أحد الأسباب التي ساعدت المنتخب في الوصول للمربع الذهبي، وتقديم أداء مشرف خلال هذه البطولة، الجماهير شجعت الفريق منذ بداية المقابلات إلى نهايتها ولم تتوقف عن التشجيع حتى نهاية المباراة بغض النظر عن النتيجة”.

التشجيع هو مفتاح العطاء

من جهته قال خالد فوهامي لاعب المنتخب المغربي سابقا، “لبلادنا 24” أن “الجمهور المشجع هو الحافز وراء تألق العناصر الوطنية، فالجمهور هو مصدر القوة بالنسبة ل لاعب كرة القدم، لأنه يعطي دفعة معنوية كبيرة للاعبين أثناء المباراة، فمن الوارد أن يعاني لاعب كرة القدم من الإرهاق، لكن الشعور بالمسؤولية تجاه الجماهير المشجعة يعطيه شحنة معنوية كبيرة، من أجل مواصلة القتال داخل رقعة الملعب”.

وفي نفس السياق قال المتحدث، أنه “كل ما زاد التشجيع زاد العطاء، لدى فدعم الجماهير مهم جدا في كل الرياضات وخاصة كرة القدم، خصوصا على مستوى تمثيل المنتخبات، ف اللاعب يمثل بلدا ينتمي له ويحمل أحاسيس الإنتماء و الغيرة والوطنية اتجاهه، وآمال شعب كامل وفرحته معلقة بالفريق، لهذا فالتشجيع يخفف من ثقل المسؤولية على لاعب كرة القدم”.

وأكد خالد فوهامي، أن” مستوى الفريق الوطني المشرف جدا، وتألقه في المونديال هو طبعا بفضل مجهود الطاقم التقني واللاعبين بدرجة أولى، ولكن أيضا بفضل الجمهور، الذي ساند المنتخب منذ بداية مشواره بقطر، وتكبد عناء السفر ليشجع العناصر الوطنية”.

تشجيع الجماهير بقطر فن وإبداع

أكد محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الإجتماعي، أن” تشجيع الجمهور المغربي بكأس العالم بقطر، هو فن وإبداع وخليط رائع من المهارة والرغبة والإخلاص والترويح عن النفس والروح، و شعور بالمتعة والإثارة”.

وتحدث مسترسلا، أن “التشجيع استند إلى أساسيات التمسك بمبادئ وأخلاقيات الرياضة، التي تدعو للتعاون والتضامن والتسامح وفق القيم الأخلاقية والإنسانية، بوعي وإدراك للدور المهم الذي شكله تشجيع الجمهور المغربي، في بناء قاعدة من الدعم اللامحدود لرفع الهمم وتنشيط العزائم وبث روح الحماس لدى اللاعبين. ولم ينعكس مردود الجمهور المغربي في المدرجات فقط، بل أعطى صورة عن الالتزام بهذه القيم المرتكزة على مرجعياتنا الدينية والثقافية والإنسانية لكل العالم”.

وأشار المتحدث ذاته، أن “الاختيار الدقيق لطريقة التشجيع ومفردات الأهازيج التي تغني بها المغاربة في كأس العالم بقطر أثارت الحماس المستهدف ليس للاعبين فقط، بل لكل العرب والأفارقة. وما أجمل أنواع التشجيع تلك التي أخذت الطابع الفلكلوري والأهازيج الوطنية التي تعكس تاريخ البلد وعنوان حضارته التي قوت الحس الوطني لدى الصغار والكبار. إن تحقق الإبداع في التشجيع، جعلنا نستمتع بكرة القدم كلعبة لها خصوصيتها.. ولها سحرها.. ولها عطر يخلب الألباب.

ووصف محسن بنزاكور، الجهود التي بذلها كل فرد من أفراد المنتخب الوطني وعلى رأسهم وليد الركراكي، قائلا ” التشجيع جسد روح الوفاء، من خلال تلك السلوكيات الإيجابية والأساليب التشجيعية التي أبهرت العالم، حتى أصبح الجمهور المغربي وسيلة من وسائل تحقيق المتعة الحسية لهذه التظاهرة العالمية، الجمهور المغربي، بحق وبشهادة الجميع، كان جزءا من هذه الملحمة الكروية العالمية بدون منازع”.

علاقة المشجع بكرة القدم

لعل أن علاقة الجماهير بكرة القدم، تتجاوز حدود المتعة، وهذا ما دفع بالباحثين في علم النفس، إلى دراسة مدى عمق هذه العلاقة، بين كرة القدم والمشجعين.

كشف بول برنهارد، عالم السلوك، أسرار التشجيع، ليخلص في دراسته التي قام بها خلال بداية تسعينات القرن الماضي، إلى ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرياضيين، وهو الذي يتسبب في دفقات الاندفاع عند اللعب وعند الفوز في مباراة مهمة، وهذا ما يحدث أيضا لدى المشجعين، أي إنهم يصلون إلى مستويات هرمونية مماثلة أو قريبة للاعبين أنفسهم.

وربما هذا ما يفسر شعور اللاعبين ب “الارتياح الذهني” خصوصا عندما تحضر الجماهير بالالاف في المدرجات، وذلك لأن اللاعب يرتاح بين جماهيره ويلعب بثقة لأنه يعرف أن هناك من يدعمه ويعشقه.

شجعت الجماهير العناصر الوطنية ودعمتها، وفي المقابل أوفى المنتخب المغربي بوعده وأمتع وأبدع في المونديال، ورغم الهزيمة في النصف نهائي أمام منتخب “الديوك” فإن التاريخ كتب هناك في قطر، في ملحمة كروية رائعة، لم ينسى لاعبوا المنتخب تشجيع ودعم الجماهير لهم، فشكر اللاعبون المساند الأول لهم الجمهور.

كتب زياش، ” أشكر الجماهير المغربية على دعمها، وافتخر بالمجموعة التي يوقدها وليد الركراكي”.

ومن جهته قال حكيمي في تدوينة بموقع انستغرام، “سنستمر في العمل وفي بذل كل جهدنا من أجل هذا الوطن. شكرا لكم جميعا لمساندتكم لنا خلال هذا المونديال. نحبكم. ديما المغرب “.

ومن جانبه نشر يوسف النصيري هداف المنتخب الوطني بالمونديال، تدوينة قال فيها ” نشكركم على مساندتكم، وعلى وقوفكم بجانبنا في كل المباريات، ونعدكم بالعمل لتحقيق المزيد من النجاحات مستقبلا”.

خديجة حركات – صحافية متدربة

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *