البوليساريو تبرر إذعانها لضغوط المنتظم الدولي بالركوب على وصول إمدادات “مينورسو” شرقي الجدار 

سارعت جبهة البوليساريو، لتبرير إذعانها للقوى الدولية الفاعلة في نزاع الصحراء، ولاسيما “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية” في مجلس الأمن، بإصدار بيان تحاول من خلاله الركوب على وصول قافلة تموين إلى عناصر بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو”، شرق الجدار الرملي، بعد تأكيدها رفضها لذلك، ورهنه بتحقيق تقدم في العملية السياسية التي تعني بها “مفاوضات مباشرة” مع المغرب، ما بعد تحرير معبر الگرگرات في 13 نونبر 2020.

وحاولت جبهة البوليساريو تعليل رضوخها للمنتظم الدولي، بمحاولة الركوب على الحدث، وتقديمه كتنازل عِماده “حسن النية”، إذ أشارت في بيان لها، أن وصول قافلة الإمداد لموقعي البعثة في تفاريتي وامهيريز في المنطقة العازلة شرقي الجدار الرملي، كان “بناء على مبادرة حسن النية التي أعلن عنها زعيم جبهة البوليساريو في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 29 مارس 2023”.

وسعت الجبهة، في البيان، إلى تحميل المملكة المغربية مسؤولية “عرقلة” عمل بعثة “مينورسو”، متهمة الرباط بـ”خرق اتفاق وقف إطلاق النار في 13 نونبر 2020″، و”التسبب في عواقب متعددة على وجود وعمل المينورسو في الإقليم، بما في ذلك عملية توفير إمداداتها بصورة منتظمة وآمنة برا وجواً، وغير ذلك من المسائل اللوجستية”، على حد زعمها.

وفي تناقض تام مع موقفها، وما روجت له طيلة ثلاث سنوات الماضية، قالت البوليساريو في البيان، إنها “ما تزال ملتزمة بضمان أمن وسلامة المراقبين العسكريين التابعين للمينورسو”، وكذا “مساعدتها في تسهيل عمل البعثة عن طريق توفير المرور الآمن المنتظم لرحلاتها الجوية للإمداد ولقوافل الربط البرية بين موقع الأفرقة من بين أمور أخرى”، مشيرة أنها “وكبادرة حسن نية لمساعدة المينورسو على التغلب على بعض التحديات اللوجستية التي تواجهها، ستقوم بتوفير المرور الأمن على أساس استثنائي ومؤقت للبعثة للقيام بقافلة برية لوجستية لإعادة تزويد مواقع أفرقتها”، وذلك في محاولة لنسب الاتفاق المتعلق بوصول الإمدادات إليها، عكس ما أكده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، والذي أكد بالقول: “في الفترة ما بين 5 و7 أبريل، أكملت قافلة شحنات إلى موقعين من مواقع الفريق شرق الجدار الرملي في تفاريتي وامهيرز، بدعم من جبهة البوليساريو، وكذلك المغرب”.

وفي سياق محاولتها الركوب على الحدث، أوردت جبهة البوليساريو: “وقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وخاصة الدول الدائمة العضوية عن تقديرهم وامتنانهم لهذه المبادرة لما تمثله من دعم حقيقي للمينورسو للتغلب على بعض التحديات اللوجستية التي تواجهها منذ انهيار وقف إطلاق النار”،

وأضافت: “كما عبروا عن أملهم في أن يساعد ذلك في تهيئة الظروف لدعم المجهودات التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية، السيد ستافان دي ميستورا، في سبيل إعادة إطلاق عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية”، حسب ادعاءاتها.

حري بالذكر، أن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد قال بالحرف: “ومن الأهمية بمكان البناء على هذا الزخم وضمان أن تتمكن البعثة من مواصلة جهودها على الأرض ووجودها في جميع أنحاء الإقليم لإفساح المجال لإحراز تقدم في العملية السياسية بتيسير من المبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان دي ميستورا”،  بعيدا عن المصطلحات التي تسعى جبهة البوليساريو لفرضها، كـ”عملية السلام” غير الموجودة قي قاموس النزاع، إذ تُعرّف الأمم المتحدة الجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف بالعملية السياسية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *