الأمهات.. “أيقونة” المنتخب الوطني في مونديال قطر

رسم حضور الأمهات في كأس العالم بقطر، لوحة اجتماعية في مخيلة العالم، حول مكانة الروابط الأسرية، ودورها القوي في الدعم النفسي والمعنوي .

الركراكي أدرك أن فكرة إحضار أمهات لاعبي المنتخب، سترفع المعنويات وستجلب الحظ إلى البلاد بأكملها، وليس للمنتخب لوحده، لتصبح الأمهات رمزا للقيم الاجتماعية والإنسانية، والدينية.

وروج ظهور الأمهات في الملعب، لصورة العائلة، الطبيعي القوي، الذي أعاد صراع القيم والنزعة الفردية في مفهوم الأسرة عند الغرب، خاصة بعد الجدل الذي أحدثه ترافع المنتخب الألماني عن حقوق المثليين في قطر.

أمي رسمت حلمي في قطر 

لاعبون ترعرعوا في الوطن، وآخرون كانت الأم والعائلة البسيطة، هي الوطن بالنسبة إليهم، وأينما رحلوا يحملون في قلوبهم “تمغربيت”.

لقد ارتعش الجسد وارتعشت أقلام الصحف العالمية، وعدسات الكاميرات، التي حولت رقصة الأم مع ابنها، وقبلة الإبن على رأس والده، وحضن الأم لإبنها، في صورة الوجع المفقود في عالمهم.

من رضا الله إلى رضا أمي إلى رضا العالم

يحملن أيديهن إلى السماء، راجين المولى أن يكون الحلم مغربيا، إفريقيا، يسطع فيه نجم أبنائهن، ويبتل فيه القميص، ليكون نهاية علامة على الإيمان الكبير، و القوة التي تمنحها الأمهات للمغاربة أجمعين.

وعلى الرغم من المشاركات الخمس للمغرب، في كأس العالم، إلا أنه لم يكن يتوقع المغاربة، أن المستقبل يخفي لهم ناخبا وطنيا من أصول مغربية، بكاريزما، وبعفوية فيها من “تمغربيت” الكثير، قادت منتخبهم إلى تأهل تاريخي.

كيف صنعت “أمي” وأبي التأهل في قلبي؟

وإن كانت قطر أثناء تحضيرها لهذا العرس الكروي على أرض عربية، قد خططت لكل شيء، فلم تخطط أن يتألق بلدها في التنظيم، وأن يتأهل بلد عربي إلى نصف نهاية كأس العالم.

أشرف حكيمي، تلقى قبلة جميلة دافئة من والدته التي هاجرت مع زوجها إلى بلاد الإسبان، بحثا عن لقمة العيش الكريم، وسفيان بوفال الذي لم يخجل من أن يرقص مع والدته على حافة العشب فور تأهل المغرب إلى النصف النهائي، أما النصيري فقد ظهر رفقة والده الذي يرتدي زيا تقليديا، وفي عيناه دمعة متعثرة ممزوجة بالفرح بعد هدف ابنه ضد كندا.

المنتخب انتصار لفكرة “البر بالوالدين”

وفي هذا السياق، قال مصطفى شكدالي، مختص في علم النفس الاجتماعي، على أن ظهور الأمهات في المونديال، لم يقتصر فقط على التباري على رقعة الملعب، وإنما على مستوى القيم.

و أبرز المتخصص في علم النفس الإجتماعي، على أن مجموعة من المنتخبات الأوروبية رفعت شعارات تدافع فيها عن حقوق المثلية الجنسية جعلت “المكبوت” يظهر عند الفريق الألماني، على غرار المنتخب الوطني الذي روج لفكرة البر بالوالدين.

ويقول شكدالي، في تصريح لـ”بلادنا24″، “أن الترويج للقيام المورثة، مسألة إيجابية جدا، كأننا نعود إلى المورث وقيم الأسرة، والعائلة والتمسك بها خاصة على مستوى الأم، لأن حضور الأمهات كان لافتا في هذا المونديال، وكان له وزن وقيمة، الشيء الذي جعله في كل المنتديات الدولية حاضرا، إضافة للصحافة والإعلام العالمي.

بلادنا24- خديجة بوتشكيل

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *