الألعاب الرقمية.. بين التنمية الفكرية والعزلة الاجتماعية

بفضل التطور التكنولوجي والرقمي الذي غزا العالم بأسره، استطاعت الشاشات الالكترونية أن تمتد كالأخطبوط واقتحام بيوت جميع المغاربة، و لا يشمل هذا الاقتحام فقط الكبار بل أصبح لهذا التطور التكنولوجي يؤثر بشكل مباشر على حياة الطفل خصوصا في ما يخص الألعاب وعلى اعتبار أن اللعب من أولويات الطفل وبالتماشي مع فصل الصيف ونهاية الموسم الدراسي، يجد الأطفال جوا مناسبا للانغماس أكثر في اللعب دون مراقبة الآباء لهم بشكل كافي.

أضحت ألعاب الفيديو الرقمية تعرف اقبالا منقطع النظير من طرف الأطفال، وأصبحت أيضا من بين أكبر المعروضات مبيعا عبر العالم، وذلك راجع باعتقاد الآباء أن توفير مختلف الألعاب الالكترونية والسماح لهم في قضاء ساعات طويلة أمامها سينمي عند أطفالهم قدرة الفهم واعانتهم على تحصيل العلم، كما أن لانشغال الأباء في العمل يفضلون منح أطفالهم لشاشات اللعب على اعتبار أنها أكثر سهولة وأمان.

تأثير الألعاب الالكترونية على الصحة العضوية والنفسية للطفل

وفي هذا السياق صرحت طبيبة الأطفال إيمان أشقير لـ”بلادنا24“، قائلة بأنه فعلا أصبح لالعاب الفيديو الرقمية استحوذت على اللعب الواقعي ونقله الى عالم افتراضي، يطرح العديد من الاختيارات وأنواع الألعاب بمختلف محتواها وتركيبتها، وبالتالي فقد محت معها أنماط اللعب التقليدية.

وتضيف الطبيبة على أن لهذه الألعاب مخاطر عديدة تتربص بالطفل عند افراطه في استعمالها، والتي من الممكن ان نقسمها لقسمين الأول يشمل مختلف الأعراض العضوية كتضرر العين واصابتها بالجفاف، كما من الممكن ان تتاثر الأذن هي الأخرى بسبب الأصوات المرتفعة والوصول حد الإصابة بضعف في السمع، وكذلك الإصابة بآلام شديدة على مستوى الضهر…وثانيا تشمل كل الأعراض النفسية المتمثلة في الإرهاق والتوتر، ضعف التركيز والتحصيل مع اضطرابات في التعبير والنطق، واضطرابات في النوم مع احتمالية الوصول لحد العزلة الاجتماعية.

كيف يمكن حماية الطفل من هذه المخاطر؟

وتردف نفس المتحدثة، أن أمر حماية الطفل من كل هذه الأعراض لا يقتصر حصرا على المنع الكلي للأطفال من اللعب بألعاب الفيديو الرقمية، بل يجب تلقين الصغار منذ الأول على استعمل الشاشات بشكل معقلن وبوتيرة ضعيفة وبشكل صحيح من طرف الآباء. وبالتالي فيجب تحديد أوقات معينة معينة يسمح للطفل اللعب فيها، مع التركيز الدائم على منح الأطفال القدوة الحسنة في التعامل مع هذا التطور التكنولوجي بشكل عام.

وتؤكد طبيبة الأطفال على ضرورة منع وابعاد أي العاب رقمية على الأطفال الصغار من الثلاثة سنوات فما أقل، فيجب حرص الآباء على ابعاد جميع أنواع هذه الشاشات على نضام اللعب عنده، وذلك لحاجت الطفل في هذا السن لتواصل كافي مع والديه ومنح هذا الأخير لمجموعة من اللعاب الملموسة والواقعية التي من شأنها أن تساعده على النمو الطبيعي.

يبقى التطور التكنولوجي مستمرا استمرار البشرية، وبحسب هذا فمن الصعب أن نضل على وثيرة ثابتة لكن يمكننا أن نتحكم في كيفية تاثير هذه التكنواوجيا على حياتنا اليومية وحماية الأطفال من أخد التطور ورقمنة العديد من الأشياء على نحو مغلوط يؤثر سلبا على حياة وصحة النشء بشكل عام.

بلادنا24مهى الفطيري

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *