أستاذ القانون الدولي لـ”بلادنا24″: تونس تخوض الحرب بالوكالة.. و”بن بطوش” غير مرحب به في “تيكاد”

آثار أمر استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، لزعيم الجبهة الانفصالية الوهمية “البوليساريو”، إبراهيم غالي، المعروف بـ”بن بطوش” على هامش أشغال قمة “تيكاد 8″، ردود أفعال قوية، وهو ما جعل المملكة المغربية تعمل على استدعاء سفيرها  بتونس للتشاور، الأمر الذي ينذر بأزمة دبلوماسية بين البلدين، بعدما أعربت وزارة الخارجية المغربية عن استغرابها الشديد لما وصفته ب”التحامل غير المقبول”، وذلك في وقت يحضى فيه ملف الصحراء المغربية بدعم قوي من قبل عدد من الدول الوازنة.

وفي هذا الصدد، قال أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباطّ، عباس الوردي، في تصريحه ل”بلادنا 24″، إن التوجه التونسي حيال القضية الوطنية، يبين أن تونس قد ارتكبت خطأ جسيما على المستوى الدبلوماسي، ومخالفة الأعراف الدبلوماسية التي دأبت تتعامل بها دول تنتمي إلى نفس المحيط الإقليمي ( المغرب العربي).

وأضاف، عباس الوردي، أن تونس قد قبلت على نفسها الاصطفاف مع مجموعة من الكيانات ذات الصبغة الوهمية على رأسها، إبراهيم غالي، واصفا إياه بـ”مجرم الحرب ومغتصب النساء”، مشيرا إلى أنه أقيمت ضده مجموعة من الدعاوى على مستوى المحاكم الاسبانية.

ولفت الخبير الدولي، إلى أن البيان الصادر عن الخارجية التونسية تضمن مجموعة من المغالطات، وكأن المغرب لا يخبر شيئا في المسار الدبلوماسي، وتحدث عن أنها لا تفهم ماذا اتهام المغرب لتونس بعدائها.

معتبرا أنها بؤرة للعدائية المتمثلة في استقبال زعيم انفصالي لا ينتمي إلى صرح التعاون اليباني  الإفريقي “تيكاد”، في حين أشار إلى أن الدورة السابقة عرفت تصريحا واضحا من قبل اليبان، كونها لم تستدعي الكيان الانفصالي لأنه لا يشكل جزءا من المجموعة ولا تعترف به اليبان كونه ليس دولة بل عبارة عن كيان انفصالي لا قيمة له على مستوى المنظومة الدولية.

وأوضح أن الحجج التي قدمتها تونس هي حجج ضعيفة، حيث أنها تعاملت مع زعيم الجبهة الانفصالية “البوليساريو”، كضيف، والحال أنها تحدثت في بيانها عن ممثلي الجمهورية الصحراوية العربية، وليس لديها وجود على الخريطة الجغرافية، وأن الخطأ ارتكب من قبل رئيس الدولة التونسية.

وتابع عباس الوردي في تصريح لـ”بلادنا24“، وهو يعلق على ما أقدم عليه الرئيس التونسي قائلا:” كان من الأحرى به أن يترفع على مثل هذه التصرفات التي آثرت على المستوى الدولي الذي عبر عن امتعاضه للطريقة المستفزة التي تخوض بها حربا بالوكالة”.

وأشار إلى أنه كان يجب على تونس أن تلعب دور الوساطة، بدل حشر أنفها في قضية لا تعنيها، سيما وأن الكل يعرف القصة الكاملة وراء حشر، قيس سعيد، نفسه في هذا الملف الذي هو معروض على الأمم المتحدة، معتبرا أن الدبلوماسية التونسية قد أخطأت التاريخ والعنوان والتقدير تجاه صديق تقليدي كالمغرب الذي قدم لها الشيء الكثير، سواء خلال فترة، الحبيب بوركيبة، ولا أيام جميع الرؤساء المتعاقبين، كان آخرهم القايد صالح ومنصف المرزوقي الذي خرج بتصريح جامع تحدث فيه عن الصغيرة والكبيرة.

وأكد على أن التوجه التونسي الجديد، لا يليق بتاتا لا بتاريخ ولا بوزن تونس الشقيقة، قائلا إنه يتمنى أن تفهم تونس أن الدرس الذي حشرت فيه من لدن الدولة التي تسعى جاهدة إلى تطويق النقاش و تحويره فيما يتعلق بمشروعية الحكم الذاتي، في إشارة إلى الجزائر.

وأضاف قائلا:”إننا نعيش نفس التجربة التي وقعت للجار الاستراتيجي والتقليدي للملكة الاسبانية، وكان الفاعل هو نفسه الذي قام بتجييش ونقل “بن بطوش” على متن طائراته الخاصة”.

وقال عباس الوردي، إنه يأمل أن تستفيق الرئاسىة التونسية من سباتها وتقيم صرحا جديدا من العلاقات مع المملكة المغربية التي لم تخذلها ولن تدخلها في أيام السراء والضراء، وأن الكل يعلم بأن للشقيقة تونس تقدير خاص لدى المغاربة وعلى رأسهم الملك محمد السادس الذي زار تونس في عز الإرهاب وفي عز الأحداث الإرهابية التي عرفتها.

وخلص في تصريحه إلى أن المسألة تؤرق بال المنظومة العربية، خاصة الاتحاد العربي التي يستخدمها طرف من أجل خدمة أجندة ضيقة وجلد تجربته الفاشلة ومحاولة التغطية على البؤس الذي يعيشه وتطويق التجربة الناجحة للدبلوماسية المغربية.

ويشار إلى أن استقبال زعيم الجبهة الانفصالية، بن بطوش، من قبل قيس سعيد، خلفت ردود أفعال قوية من الجانب المغربي والمغاربة بالإضافة للتونيين الذين عبرو عن رفضهم لتصرف رئيس الجمهورية التونسية.

بلادنا24 كمال لمريني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *