أحداث “العنف” بفرنسا.. “هدية” لليمين الفرنسي ومصدر قلق لأفراد الجالية

جراء أحداث العنف الأخيرة التي تعيشها فرنسا، بعد مقتل الشاب ذي الأصول الجزائرية، نائل، برصاص عنصر شرطة، تعيش الجالية المغربية المقيمة بالبلاد، على وقع قلق متزايد، من أن ترفع الأحداث الأخيرة من أسهم اليمين المتطرف المعادي للهجرة والمهاجرين داخل الساحة السياسية الفرنسية.

اليمين الفرنسي والعودة للساحة 

وبات خطاب اليمين، بارزا في الساحة السياسية الفرنسية اليوم، بالأخص مع وجود زعيمة التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقا)، مارين لوبين، والتي خاضت سباق الرئاسة مرتين ضد الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، عام 2017، وعام 2022، حين كانت قريبة من ولوج قصر ”الإليزيه”.

وبالإضافة إلى لوبين، يوجد ”الظاهرة الإعلامية”، إريك زمور، الذي ترشح في الانتخابات الرئاسية السابقة، والذي يحذر في جميع  خرجاته الإعلامية، من أن فرنسا تتعرض لما يسميه بـ”الاستبدال الكبير لثقافتها من طرف ثقافة عربية-إسلامية”.

وعاد زمور للظهور مؤخرا، بالتزامن مع الأحداث التي تعيشها فرنسا، قائلا في تصريحات لقناة “يورو ب1” التلفزيونية، أن “الحرب الأهلية، هي صدام بين السكان والسلطات، وهذا بالضبط ما يحدث الآن”.

الجالية المغربية وسؤال المستقبل

وحول مستقبل الجالية المغربية في خضم هذه الأحداث، قال جواد الدقيوق، الخبير في الهجرة والتنمية وتدبير شؤون الجاليات بالخارج، إن “الأحداث الأخيرة في فرنسا، تثير عدة تساؤلات وتخوفات بالنسبة لمستقبل الجاليات المقيمة في هذا البلد”.

وأضاف الدقيوق، في تصريح لـ”بلادنا24“، إنه ”يجب النظر بجدية في مشاكل العنصرية والتمييز العنصري داخل مجتمعات الدول الأوروبية، خصوصا من طرف الأحزاب اليمينية المتطرفة، الذي أصبح موضوع الهجرة، أساس حملاتها الانتخابية”.

وشدد الخبير في شؤون الجالية، أن “أعمال العنف تؤثر سلبا على حياة وعيش الجاليات الأجنبية المقيمة بفرنسا، لكن بنوع من التفاوت، إذ أن الجالية المغربية هناك، والتي تقدر بمليون ونصف المليون، أقل تضررا من الجاليات المغاربية الأخرى، والأفريقية بصفة عامة”.

وأرجع المتحدث، عدم تضرر الجالية المغربية إلى عوامل، من بينها “نهج المغرب استراتيجية استباقية لتدبير شؤون الجالية المقيمة بالخارج، تروم بالأساس توطيد روح الانتماء للوطن الأم، والدفاع عن مصالحه المشروعة وتعبئتها، للمشاركة في الأوراش التنموية بالمغرب، وتوفير برامج للخدمات القنصلية ومواكبة الأجيال الصاعدة من تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي المعتدل، وخير دليل هو تواجد 17 قنصلية مغربية في فرنسا، و6 قنصليات في باريس ونواحيها”، يؤكد جواد الدقيوق، مضيفا أن “تطور مستوى الجالية المغربية بالخارج، التي أصبحت بفعل المستوى الدراسي العالي، والتموقع في مراكز القرار، يساهم بدوره في ذلك”.

مخاطر تنامي “العنصرية”

وحول مشاكل العنصرية والهجرة بفرنسا، قال زكي كورمان، عضو منتدى المنتخبين الفرنسيين للصداقة والتعاون المغربي الفرنسي، إن فرنسا “تسبح في بحر من المشاكل الهيكلية التي أصبحت مزمنة مع مرور الحكومات، وأول ملاحظة هو أن هذه الجمهورية فقدت جل رجالات الدولة بها، وتسلل خفية عامل سياسي لا يملك الأدوات الضرورية لتدبير أمور الدولة في الداخل وكذلك بالخارج”.

وأضاف النائب المكلف بالعلاقات العامة مع المؤسسات العمومية في الجمعية الفرنسية المغربية للتعاون، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “أفكار اليمين المتطرف أصبحت على لسان اليمين المعتدل، وأصبحت الحرب ضد الإسلام في شخص العمود الفقري للمجتمع الإسلامي، المرأة، أمام صمت وبدون رد فعل الدولة، التي تترك بعض العنصريين أحرار في اقترافهم أفعال منحطة ضد نساء المسلمين، خلق السياسيون مناطق إهمال شامل للمهجرين وسلالتهم في أحياء مهمشة على هامش المدن العطلة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *