خبير سياسي لـ”بلادنا24″ : الجزائر تنشر الإشاعات بخصوص الصحراء.. والقضية الوطنية بين أيادي الأمم المتحدة

في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأربعاء الماضي،موافقة وزراء الخارجية العرب بالإجماع على عقد القمة العربية على مستوى الرؤساء في الأول من نونبر المقبل في الجزائر بعدما تم تأجيلها لعدة مرات، حذر أبو الغيط من أن تكون الأزمة الأوكرانية سببا لنسيان أو تناسي الأزمات العربية التي ما زالت مشتعلة، وأنه لا بد من تذكير الجميع بالأزمات الإنسانية، و نحاول من خلال هذا الحوار طرح مجموعة من التساؤلات للباحث في العلاقات الدولية محمد عطيف، حول تأثر الاقتصاد المغربي من الأزمات العربية و الدولية و كذلك قضية الصحراء المغربية، ومن خلال هذا أعرب الباحث عن أجوبته لبلادنا24:

متى سيتم انعقاد هاته القمة العربية بالجزائر وهل لديها تأثيرات سلبية؟

‘على حسب ماجاءت به وسائل الإعلام فإن انعقادها سيكون بيومي 1 و 2 نوفمبر المقبل، أما بخصوص تأثيرها لن يتضرر المغرب طالما أن كل البلدان والدول العربية تساند قضية الصحراء المغربية، أي لا يوجد مشكل بهذا الصدد، لكن أنا أعتقد بأن الجزائر تحاول تسييس هاته المسألة، وأن ادعاءات الجزائر ما هي إلا فارغة في محتواها ولا أساس لها من الصحة، زيادة عن هذا أرى أن قضية الصحراء المغربية لن تمس، بسبب الإجماع الذي صدر من الدول و وزراء الخارجية من الدول العربية اللذين وضعوا شروطا خاصة بهم، وكذلك البيان المشترك بين مصر والسعودية الذي يحث بعدم المساس بالوحدة الترابية للبلدان العربية بما في بينهم المملكة المغربية وقضية الصحراء المغربية خاصة’.

هل الأزمة الأوكرانية ستؤثر سلبا على الاقتصاد المغربي؟

‘بخصوص الأزمة الأوكرانية، نعم لديها تأثير سلبي على المحيط الإقليمي والدولي، وتأثير على الاتحاد الأوروبي بحكم الشراكات  التجارية والاقتصادية و الأمنية التي تربطنا معهم، فالصراع الروسي الأوكراني لديه جانب من الضرر خاصة الجانب الطاقي و المواد الغذائية، هذا بحكم  أن الدولة الروسي والأوكرانية من ضمن الدول الأوائل التي تصدر القمح و الغاز لجميع الدول، خاصة الدول التي ليس لديها اكتفاء ذاتي، لذلك فالمملكة المغربية ستقوم  باتخاذ استراتيجيات متنوعة لمواجهة هاته الأزمة وغيرها من الأزمات’.

هل الأزمة الأوكرانية واحتكارها للإعلام سيكون سببا في نسيان الأزمات العربية؟

‘على العكس تماما، فالدول العربية ما زالت تعاني من النزاعات الإقليمية، و الإرهاب والجماعات المتطرفة، لذلك جاءت هذه الجامعة التي تهدف لترتيب الأولويات على المستوى الخارجي.

هل فعلا كورونا كانت سببا في تأخير عقد القمة أم  أن هناك أسباب أخرى؟

‘نعم هناك تأخير بسبب كورونا، لكن رغم هذا، الجزائر حاولت القيام بالتماطل حتى لا تنعقد هاته القمة في وقتها الرسمي، وهناك خلفيات سياسية ‘.

ماذا تقصد بالخلفيات السياسية؟

‘الجزائر تحاول أن تقوم  بنشر إشاعات وادعاءات بشأن قضية الصحراء المغربية، لكن كما قلت في البداية جميع الدول العربية تساند قضية الصحراء المغربية، وطبعا الجزائر اختارت شهر نوفمبر تزامنا لإحياء الذكرى النوفمبرية، لكن رغم هذا قضية الصحراء المغربية لا توجد بين يد جامعة الدول العربية ولكن توجد بيد منظمة الأمم المتحدة، فهي التي لديها قرارات وتوصيات بشأنها’.

 بعد انعقاد هاته القمة، هل ستنسى القضية الفلسطينية كذلك؟

‘لن تنسى، لأن هناك العديد من المشاكل وعلى سبيل المثال، الصراعات التي تواجهها ليبيا، والشرق الأوسط ككل’ ، كما أضاف أن مشاكل الدول العربية لن تنسى، حيث تبين هذا من خلال تصريحه الأخير:

‘ما زال هناك مشكلا يخص الصحراء المغربية، هذا بسبب تهرب الجزائر، التي لا تريد الحضور للموائد المستديرة وتحمل المسؤولية التي أوصى بها مجلس الأمن، وذلك خوفا من حسم القرار، فلهذا دائما ما تحاول تمطيط المسار للاستفادة، لكن الدبلوماسية المغربية حاولت الإتجاه نحو الدول الكبرى، وخاصة الدول المؤثرة داخل مجلس الأمن التي لديها علاقات وطيدة في المجال الاقتصادي والعسكري، وخير دليل، الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والتقارب الأخير ما بين المغرب وبريطانيا، زيادة عن هذا، عودة المياه لمجاريها بين ألمانيا والمغرب خاصة بالمجال الدبلوماسي بعدما كانت هناك توترات حول قضية الصحراء المغربية، لكن مع هذا ما زالت توترات بين المغرب وإسبانيا، فلهذا نلاحظ أن قضية الصحراء المغربية أصبحت مؤثرة على المستوى الدولي، زيادة عن هذا اتخاذ موقف الحياد الأخير للمغرب بخصوص النزاع الروسي الأوكراني’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *