سكينة يتجه المغرب نحو خطوة استراتيجية طموحة لرفع حجم وارداته من الأغنام الرومانية إلى عشرة أضعاف ما هو عليه حالياً، وذلك اعتباراً من العام المقبل. يُظهر بيان صادر عن الهيئة الوطنية للصحة البيطرية وسلامة الأغذية في رومانيا، أن وفدًا مغربيًا قاده عبد الله جناتي، رئيس المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، أجرى مباحثات في هذا السياق خلال الأيام الأخيرة.
تعكس هذه الخطوة رغبة المغرب في تعزيز العلاقات الثنائية مع رومانيا، خاصة في قطاع الفلاحة. زيارة الوفد المغربي إلى بوخارست تُعد “خطوة مهمة”، وفقًا لرئيس الهيئة الرومانية، ألكسندر بوسيو، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجال الزراعة وتعزيز مكانة المنتجات الرومانية في السوق الدولية.
فشل مخطط المغرب الأخضر
من الملاحظ أن هذه الخطوة قد تكون مرتبطة بفشل خطة المغرب الأخضر، التي كانت تستهدف تعزيز قطاع الفلاحة وتحقيق الاكتفاء الذاتي. تأتي هذه الخطوة في سياق حاجة المغرب لتعزيز العرض الوطني من الأغنام، خاصة في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي يواجهها القطاع.
تعكس الاستيرادات الضخمة من الأغنام الرومانية استراتيجية لتحسين العرض الوطني، خاصة بعد الحاجة الملحة لتعزيز إمدادات اللحوم الحمراء في السوق المحلية. يأتي هذا في إطار السعي المستمر للحكومة لتلبية احتياجات المغاربة، وتحقيق استقرار أسعار اللحوم.
بالإضافة إلى الأغنام، أعرب الجانب المغربي عن اهتمامه بزيادة استيراد اللحوم الحمراء والأسمدة والأعلاف الحيوانية. هذا يشير إلى استراتيجية متكاملة لتعزيز القطاع الزراعي وتحسين جودة المنتجات المستوردة.
تظهر هذه الخطوة أن المغرب يسعى جاهدًا لتحسين الاكتفاء الذاتي في القطاع الزراعي، وفي الوقت نفسه يعزز التعاون الدولي لتحقيق أهدافه الاقتصادية. يبقى سؤال حول تأثير فشل خطة المغرب الأخضر على هذه القرارات، وهل هو العامل المحرك وراء هذا التوجه الاستراتيجي؟
