لماذا تقرأ آخر آيتين بسورة البقرة قبل النوم؟

يشمل القرآن الكريم، على العديد من السور والآيات التي تحتوي في كل كلمة منها على الفضل العظيم، والقدرة الهائلة على تغير حال المسلمين، في أي ظرف وحال كان، وفي دستور حياة المسلمين، هناك بعض السور المحجوزة بالحسنات والقيمة الدينية العالية، فمنها من عادت آياتها ذكرا ودعاءا لا يفارق لسان المسلمين ليل نهار، ومنها من أضحت روتين حياة ضروري خاصة قبل الغوص في النوم، لذلك سنقدم لكم في هذا المقال الاجابة الكاملة عن أهمية قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم.

سورة البقرة

سورة البقرة هي إحدى سور القرآن الكريم، التي يبلغ عدد آياتها ل286 آية، وتحتل المرتبة الثانية في ترتيب المصحف بعد سورة الفاتحة التي تحتوي على 7 آيات.

ليست هناك معلومات مؤكدة بأن سورة البقرة هي أول سورة نزلت في المدينة، لكن هناك بعض الأقوال التي تشير إلى أن آية “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” (البقرة: 281) كانت آخر آية نزلت من السماء، وقد نزلت في حجة الوداع بيوم النحر، وهناك آيات الربا أيضًا تمثل بعضًا من أوائل ما نزل من القرآن.

وتعتبر سورة البقرة، من أطول السور من حيث عدد الآيات التي تتميز بعظمتها وشموليتها، حيث يشار إلى أن عمر بن الخطاب قد تعلمها بفقهها وما تحتويه من أحكام ومواعظ خلال فترة تزيد عن العشر سنوات، وابنه عبد الله بن عمر تعلمها في ثماني سنوات.

وتحتوي سورة البقرة على آية الكرسي التي تعتبر من أعظم الآيات في القرآن، فقد وردت قصة عن النبي محمد ﷺ حينما حثه أحد الصحابة على حفظ زكاة رمضان، فقال له النبي أن يقرأ آية الكرسي عندما ينام، وسيبقى معه من الله حافظًا ولن يقربه شيطان حتى يصبح.

وفيما يتعلق بتسمية السورة، فقد سميت سورة البقرة بهذا الاسم لأنها تحتوي على قصة البقرة وبني إسرائيل في عهد نبي الله موسى في الآيات من 67 إلى 73.

يجدر بالذكر أن عدد الآيات في سورة البقرة هو 286 آية وهذا هو العدد الذي يتوافق مع رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي ورواية أبي سعيد عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش، حيث أن هناك بعض الاختلافات في ترقيم بعض الحروف الفواتح بين القراءتين، حيث تقوم قراءة حفص بترقيم هذه الحروف كآيات مستقلة، في حين تدمج قراءة ورش تلك الحروف في الآية التي تليها.

وفي المجمل، سورة البقرة تعتبر سورة هامة وشاملة في القرآن الكريم، حيث تحتوي على مواضيع متنوعة تتضمن الشرائع والأحكام والمواعظ والقصص والأحاديث النبوية.

فضل سورة البقرة قبل النوم

قراءة سورة البقرة قبل النوم، عملا مشروعا ومستحبا في الإسلام، حيث أنها تحمي القارئ من الشيطان والأذى وتجلب له السكينة والراحة النفسية، فقد يقوم البعض بقراءة سورة البقرة كاملة، بينما يفضل آخرون قراءة بعض الآيات المحددة من السورة.

وتحتوي سورة البقرة على العديد من الآيات التي تتحدث عن العبادة والأخلاق والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، فقد تساعد قراءة هذه الآيات قبل النوم على تهدئة العقل وترتيب الأفكار وتجديد الإيمان.

وإضافة إلى ذلك، يؤكد العلماء على أن قراءة سورة البقرة تمنح الشخص الحماية الكاملة من السحر والعين الحاسدة.

من الجدير بالذكر أن فضل قراءة سورة البقرة قبل النوم قد يكون مبنيًا على الاعتقادات والتقاليد الشخصية للأفراد، وليس له أساس قاطع في النصوص الدينية الإسلامية، ذلك أن قراءة القرآن بشكل عام، بغض النظر عن السورة المحددة، تعتبر عملاً مستحبًا في الإسلام يقوم على تعزيز الروحانية والارتباط الديني.

في صحيح مسلم الصفحة رقم 1912، تم نقل حديث عن النواس بن سمعان يذكر فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله: “سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ تَقْدُمُهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لأَهْلِهِمَا الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ”.

ثم وصف الرسول الله السورتين بأنهما مثل غمامتين أو ظلتين سوداويتين يفصل بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف يتناقشان عن صاحبهما.

كما نقل أبو مسعود الأنصاري قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل آيات سورة البقرة : “الآيتان من آخر سورة البقرة، إذا قرأ بهما في ليلة كفتاه”.

وذكر أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان”.

وأيضًا روى سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إن لكل شيء سنامًا، وسنام القرآن هو سورة البقرة، ومن قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال”.

ونقل أبو أمامة قول النبي صلى الله عليه وسلم: “اقرأوا القرآن فإنه شافع لأهله يوم القيامة، واقرأوا البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فَرَقان من طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة”.

وأشار النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا من خلال حديث أبو هريرة إلى أنه لا يجوز تحويل البيوت إلى قبور، فإن المنزل الذي يتم قراءة سورة البقرة فيه، لن يدخله الشيطان.

كما نقل سهل بن سعد حديثًا آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال إن لكل شيء سنامًا، وسنام القرآن هو سورة البقرة، ومن قرأها في بيته لمدة ليلة، فإن الشيطان لن يدخله لمدة ثلاث ليالٍ.

وفي حديث آخر رواه أبو أمامة، دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس لقراءة القرآن، وأكد أنه سيكون شفيعًا لأهله يوم القيامة. وشدد على أهمية قراءة سورة البقرة وآل عمران، حيث قال: “اقرأوا الزهراوين (البقرة وآل عمران) فإنهما سيأتيان يوم القيامة كالغمامتين أو الغيايتين، أو كالفرقان من طير صواف يتنازعان عن أهلهما يوم القيامة”. وأضاف النبي صلى الله عليه وسلم: “اقرأوا البقرة فإن أخذها يجلب البركة وتركها يسبب الحسرة”.

فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة

يستحب للمسلم أن يقرأ يميا قبل خلوده للنوم آخر آيتين من سورة البقرة، وهما : ««آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285 ) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286)».
وقد نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، في فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، أنهما كفتاه لي ليلته كلها.

يروى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ”، وبالتالي فإن لهاتين الآيتين من القرآن الكريم فضيلة عظيمة، حيث ذكر الحديث أن الله قد جعل لهما فضلاً لا يضاهى، ويعد قراءتهما قبل النوم فضيلة عظيمة ومباركة.

وتتناقش وتختلف الآراء بين العلماء حول معنى “كَفَتَاهُ” في هذا السياق. هناك من يعتقد أنها تعني أن قراءة هاتين الآيتين تجزئان عن واجب قيام الليل، وهناك من يرى أنها تجزئان عن قراءة القرآن بشكل عام في تلك الليلة، وهناك من يعتقد أنها تكفي المؤمن من كل سوء. يُعتقد أن الكلمة تحمل جميع هذه المعاني وغيرها.

وفي كتاب “فتح الباري” لابن حجر العسقلاني، ذُكر أن هاتين الآيتين تميزتا بالثناء على الصحابة بسبب إخلاصهم وابتهالهم ورجوعهم إلى الله والإجابة على دعواتهم. هناك آراء مختلفة حول تفسير هذا المصطلح، ويُمكن أن يشمل المعنى الاستعاذة من الشيطان والحماية من الأذى، وقد يشمل أيضًا الثواب الذي يُكافأ به الشخص نتيجة طلبه لشيء آخر.

أشار ابن حجر في تفسيره لهذا الحديث إلى اختلاف العلماء في تفسير معنى “كفتاه”، حيث ذهب بعضهم إلى تأكيد أن الله سبحانه وتعالى قد أجزأه النبي صلى الله عليه وسلم من قيام الليل بتلاوة القرآن، بينما قال آخرون إنه يشير إلى أنه قد أجزأه عن قراءة القرآن بشكل عام، سواء كان ذلك داخل الصلاة أو خارجها.

وهناك من قال إن المعنى الحقيقي لـ “كفتاه” هو أنه قد أجزأه فيما يتعلق بالاعتقاد، بما تضمنه هذه الليالي من الإيمان والأعمال بشكل عام. وهناك من قال أن المعنى هو أنه قد أجزأه من كل سوء، في حين قال آخرون أنه قد أجزأه من شر الشيطان، أو أنه قد دفع عنه شر الإنس والجن.

ومن جانب آخر، رأى بعض العلماء أن المعنى هو أنه قد أجزأه فيما يتعلق بالثواب الذي يحصل عليه من الله تعالى نتيجة لطلبه هذه الليالي، وذلك بغض النظر عن طبيعة طلبه.

بإيجاز، فإن هناك تفسيرات متعددة لمعنى “كفتاه” في هذا الحديث وقد اختلفت بين العلماء، وهذا يعكس التنوع والتعدد في الفهم والتفسير الذي يحتويه الإسلام، والذي يعزز الحوار والتفاهم بين المفكرين والعلماء في مختلف المجالات.

الأسئلة الشائعة

متى تقرأ آخر آيتين من سورة البقرة؟

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *