من يكون عبد الحق الزروالي صاحب عباراة “الزواج أسوء أنواع العبودية”؟

خرج الفنان المغربي عبد الحق الزروالي بتصريحات “غريبة”، أزاح من خلالها اللثام عن ماضيه وطفولته، لم يكترث للتعاليق السلبية ولا للهجوم الذي يمكن أن يتعرض له، بعد حوار أجراه مع إحدى القنوات التلفزيونية المغربية، قال بلغة صريحة وواضحة: ’’الزواج أسوء أنواع العبودية، لأنه يتعارض مع القانون الدولي لحقوق الانسان و الحريات الفردية’’، لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك بقوله ’’أنا غير صالح للزواج تزوجت فقط لتحصين نفسي من الزنى و الفحشاء’’، اعترف بأنه شخص مجنون وغير عاقل أبدا، فمن يكون الممثل عبد الحق الزروالي؟

من فاس انطلق وإليها يعود

ولد عبد الحق الزروالي سنة 1952، بالعاصمة العلمية للمملكة فاس، عاش فيها طفولته وشبابه، ومن النادي المسرحي للاستقلال، عمل في مسرح الطفل و الهواة.

عاش طفولة ليست بالسهلة، ترعرع داخل أسرة فقيرة، اشتغل بالعديد من الحرف و المهن الحرة، قبل أن يصبح عمودا من أعمدة المسرح الفردي المغربي ورائدا له.

عمل كبائع متجول بالمدينة القديمة لفاس، من أجل مساعدة والده على إعالة إخوته، يقول الزروالي ’’أبيع الحمص وأشتري الدقيق لأمي من أجل إعداد الخبز’’، قبل أن يشتغل في الخرازة و النجارة والميكانيك والخياطة.

مساره المهني

بالإضافة إلى نشاطه المسرحي، اشتغل الزروالي أيضا في الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، حيث كان محررا بجريدة الأنباء و العلم، وكتب في عدد من المنابر الأخرى، وأعد وقدم عددا من المواد والبرامج الإذاعية، لعل أشهرها برنامجه الذي دام عدة سنوات متقطعة على أثير الإذاعة الوطنية  بعنوان ’’إشراقات فكرية’’، الذي كان يبث قبل منتصف الليل.

شارك الزروالي أيضا، كممثل وكمشارك في السيناريو، في عدد من الأعمال الدرامية التلفزية وفي السينما، كما خاض الكتابة الشعرية في مجموعة شعرية بعنوان: ’’نشوة البوح’’، إضافة إلى اقتحامه مجال الكتابة الروائية، بتشجيع من الروائي عبد الرحمان منيف في روايته التي عنونها بـ’’الريق الناشف’’.

حياة عبد الحق الزروالي

يتميز بشخصية فلسفية، يقول بأنه غير صالح للزواج، وأن هذه المؤسسة تتعارض مع حقوق الإنسان، وهو متزوج وأب للعديد من الأبناء، يشيد كثيرا بما وصل له أبناؤه، ويعترف بأن زوجته قبلت بشخصيته المعقدة جدا.

أب معطاء، فتربية طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة أمر ليس بالسهل، وأخ عطوف فترك المقاعد الدراسية من أجل مساعدة إخوة أصغر منه سنا على التمدرس، أمر لا يقوم به إلا من تشبع بقيم التضحية.

أريد زوجة غير عاقلة

يعتبر عبد الحق أن زوجته عاقلة كثيرا، وحنونة أيضا، كما أنها أم صالحة وزوجة طبية، لكن رغم كل هذا، ورغم مرور السنين والعشرة بينهما، يرى بأنها غير صالحة لأن تكون زوجة له ورفيقة دربه، فهو المسرحي الذي كان يبحث عن امرأة مجنونة مثله.

الزروالي الذي يعترف بجنونه الفني، قال في آخر حوار له: “الرجل كائن غير مبدع لأنه غير قادر على إيجاد امرأة كما يتصورها’’.

أعماله الفنية

يتمتع المؤلف والمخرج والممثل المسرحي، والسينمائي والشاعر المغربي، بعدد كبير من الأعمال المسرحية والمؤلفات الفكرية والمسلسلات والأفلام التلفزيونية والسنيمائية.

أصدر الزروالي عددا من النصوص المونودرامية، كما أصدر رواية تحت عنوان “الريق الناشف” سنة 2001، وديوانا شعريا بعنوان “نشوة البوح”، من بين أعماله التلفزية “بوشعيب السعود” سنة 2008، “الطريق إلى طنجة” 2012، الفيلم السينمائي “غرام وانتقام” سنة 2015.

يجب أن أكون في السجن أو القبر أو مستشفى المجانين

كلما تحدث خلق الإثارة و الجدل، فبقوله ’’يجيب أن أكون في السجن أو القبر أو مستشفى المجانين في أفضل الحالات’’، جعل مجموعة من النشطاء يعتبرون بأن المسرح هو الذي أنقذ عبد الحق من الثلاثة السابق ذكرهم، ولأنه كذلك فالزروالي دائما ما يعترف بفضل أبي الفنون عليه.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *