معاد بودينة لم يدخر رئيس وفد حزب “فوكس” اليميني المتطرف، في البرلمان الأوروبي، خورخي بوكسادي، أي جهد، في مطالبة المفوضية الأوروبية، بـ”الحظر المطلق والفوري والكامل لاستيراد الفراولة من المغرب”، عقب التنبيه الرسمي الذي صدر أمس الثلاثاء، عن السلطات الأوروبية، بشأن اكتشاف مرض التهاب الكبد الوبائي في هذه المنتجات، محاولاً بذلك استغلال هذا التنبيه، لمهاجمة المغرب، والركوب عليه سياسيا.
جاء ذلك، من خلال رسالة رسمية، وجهها نائب “فوكس” الإسباني، إلى المفوضين الأوروبيين المعنيين بالغذاء والصحة والفلاحة والبيئة، يدين فيها ما وصفه بـ”الممارسة المغربية المتمثلة في الري بمياه الصرف الصحي”، وهو التوصيف الذي يحيي به دون شك سياسة العداء الممنهج والتاريخي للمملكة.
كما أدان بوكسادي، ما قال إنه “الإهمال غير المقبول، وغير المغفور، في مراقبة المنتجات المستوردة من دول ثالثة”. محذراً في الوقت ذاته، من ما أسماه “التهديد المباشر للصحة العامة، وسلامة السوق الفلاحية الأوروبية”.
كما شدد في رسالته، على أن هذا، يشكل “فضيحة تظهر الوضع المؤسف للرقابة الصحية والجمارك على حدودنا”، حسب تعبيره.
وحاول زعيم وفد “فوكس”، مهاجمة المغرب، واستغلال هذا التنبيه الإسباني، من خلال ربطه بتنبيهات سابقة، مدعياً أن “هذا ليس حادثًا معزولًا، بل إنه يحدث نتيجة لنمط مستمر من اللامبالاة، ونقص الإجراءات من قبل السلطات المختصة في الاتحاد الأوروبي في استيراد المنتجات”.
وحذر رئيس وفد حزب “فوكس” في البرلمان الأوروبي، مما قال إنها “المخاطر الكامنة في استيراد المنتجات الزراعية من بلدان ثالثة، تعتبر معاييرها الخاصة بسلامة الأغذية، وممارساتها الزراعية، غير مقبولة، وتشكل خطراً حقيقياً”، حسب تعبيره.
كما طالب في هذا السياق، بالإضافة إلى “حظر استيراد الفراولة من المغرب”، بـ”تطبيق ضوابط صارمة على جميع النقاط الحدودية الجمركية للمنتجات القادمة من هذا البلد، وطلب جميع التوضيحات ذات الصلة من السلطات المغربية”.
يأتي هذا، في سياق عرقلة المزاعين الإسبان، مرور الشاحنات المغربية المحملة بالخضر والفواكه، وإتلاف حمولتها، على طول الطرق الإسبانية، فيما بات يعرف بـ”حراك المزارعين”.
