الاختناقات المرورية تعكر صفو زوار مراكش.. ومطالب بضرورة إحداث أنفاق تحت أرضية

شهدت مدينة مراكش، خلال عطلة عيد الفطر، توافد آلاف السياح، المغاربة والأجانب، الذين وجدوا في عاصمة النخيل ضالتهم، لقضاء فترات ممتعة من العطلة.

اختيار لم يأتي من فراغ، بل لمكانة المدينة، المجالية والتاريخية، وتوفرها على مقومات سياحية، تجعل منها عاصمة للسياحة بالمغرب.

أمام البنية السياحية الكبيرة، يجد السياح والمواطنون على حد سواء، إشكاليات جمة في حركية المرور، حيث سرعان ما تتحول بعض شوارع المدينة الحمراء، لنقط سوداء للاختناقات مرورية، تنكس صفوة العطلة والاستجمام، بفعل الاكتظاظ وصعوبة السير والجولان في الشوارع الرئيسية للمدينة.

قبلة النجوم وعاصمة التظاهرات العالمية

رغم تداعيات جائحة كورونا، وبعدها زلزال الحوز، استطاعت مراكش أن تخرج مرفوعة الرأس من وسط الدمار. أشهر بعد فاجعة الزلزال، كانت مراكش في الموعد لاحتضان أكبر تظاهرة مالية عالمية، اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، التظاهرة التي أكدت بالملموس على أن المغرب يتعافى بسرعة من الأزمات، ويكون في موعد تنظيم التظاهرات، وسط إشادات واسعة. مراكش كسبت رهان تنظيم عدد من التظاهرات.

من جهة أخرى، يجد عدد من نجوم الفن والمال والأعمال والسياسة والرياضة، ضالتهم في زيارة مدينة البهجة، حيث تشهد على امتداد فترات السنة، زيارة عدد من الشخصيات البازرة، ولعل أبرز من ترك البصمة في زيارة المدينة الحمراء، وعبروا عن سحرهم بعاصمة النخيل، رغم كثرتهم، النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي استهواه سحر المدينة، فقرر الاستثمار في مشروع سياحي، وعدد من أمراء الخليج، يتقدمهم الملياردير السعودي الوليد بن طلال، الذي يملك كذلك وحدة فندقية بالمدينة، والقائمة طويلة من النجوم، كلاعبي ريال مدريد، فينسيوس جونيور، وإدواردو كامافينغا، والمغني العالمي ميتر جيمس، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي يتردد على زيارة مراكش خلال فترات من السنة.

اختناقات مرورية تعكر صفو عطلة السياح

تشهد عدد من شوارع مدينة مراكش، خلال كل عطلة دراسية أو دينية، اختناقات مروية، تعكر صفو العطلة لدى السياح المغاربة والأجانب.

طوابير من السيارات في انتظار إشارة المرور، التي قد تتعطل هي الأخرى، وتزيد من وقع الانتظار، وذلك في شوارع رئيسية، تعتبر القلب النابض للحركة الاقتصادية بعاصمة النخيل.

في الطريق صوب جامع الفنا، عبر شارع الحسن الثاني، إشارات مرورية بالجملة، يتوسطها شارع لحافلات كهربائية، يجمع المراكشيين أنها ساهمت في استفحال ظاهرة الاختناق المروري، عبر استحواذها على جزء غير يسير من الشارع الرئيسي، رغم أنها لا تساهم في حركية النقل، بقدر وجودها تخليدا لمؤتمر المناخ (كوب 22)، الذي احتضنته المدينة قبل سنوات.

مطالب بإحداث أنفاق تحت أرضية

ناشدت عدد من الفعاليات الحقوقية والجمعوية، بمدينة مراكش، عمدة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، في مناسبات عديدة، لتنزيل برنامج الأنفاق تحت أرضية، وذلك لتخفيف الاكتظاظ الذي تشهده عدد من شوارع المدينة الحمراء، وإنهاء الاختناقات المرورية، التي تؤرق الساكنة والزوار على حد سواء، وتساهم في عرقلة حركية السير.

وفي هذا الشأن، قال الحسين العطشان، فاعل جمعوي، ومهتم بالشأن المحلي بمدينة مراكش، إن “الأخيرة تشهد دينامية كبيرة على عدد من المستويات، منها الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية. وهي التحولات التي انعكست بشكل كبير على حركية السير والجولان، وانسابية الطرق، وذلك ما أظهرته الاختناقات المرورية التي شهدتها عدد من الشوارع، ليس فقط خلال العطل والمناسبات أو خلال التظاهرات، بل على طول السنة، أصبحت شوارع مراكش، تؤرق السائقين وزوار المدينة”.

وأوضح المتحدث، في تصريح لـ”بلادنا24“،  أن “الوضعية هي نتاج لتخطيط السير والجولان، الذي لم يراعي المكانة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة الحمراء”. مسترسلا: “علامات التشوير وتخصيص نقط أمنية لتنظيم عملية السير، لم تعد لها فعالية في الحد من الاختناقات المرورية، بل أصبحت الأنفاق تحت أرضية ضرورة ملحة لتخفيف الاختناقات المرورية بشوارع المدينة، خصوصا مع السمعة العالمية التي اكتسبتها عاصمة البهجة”.

وأبرز العطشان، أنه “على سبيل المثال، مدارة العزوزية أصبحت كابوسا للسائقين، خصوصا وأن الأمر قد يصل لأزيد من 20 دقيقة لتجاوز المدارة، علاوة على عدد من الشوارع المؤدية للمدينة العتيقة، التي تعرف بدورها اختناقا مروريا على طول السنة”. مردفا: “لم يمكن الاستمرار بهذه الوضعية، في ظل إقبال المدينة على تنظيم تظاهرات قارية وعالمية، خصوصا كأس إفريقيا العام المقبل، وكأس العالم سنة 2030”.

ونبه الفاعل الجمعوي، إلى أن “مسؤولية الاختناق المروري، يتقاسمها المسؤولين السابقين والحاليين لمدينة مراكش”. داعيا لتظافر الجهود، لإنهاء هذه المعضلة التي تشوه صورة المدينة الحمراء”، على حد وصفه.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *