’’الترمضينة’’.. عنف وسب وشتم تحت ذريعة الصيام

انفلات الأعصاب، السب والشتم، عدم السيطرة على النفس، الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى عنف جسدي بالشارع العام، قبل أذان المغرب ببضع ساعات وأحيانا ببضع دقائق، سلوكيات عدوانية، وتمثلات عنيفة للبعض خلال شهر الصيام، تندرج ضمن خانة ’’الترمضينة’’.

تحت ذريعة الصيام، يتحجج البعض خلال شهر رمضان، متجاوزا فكرة أن رمضان شهر الصبر والتعبد، الذي من المفترض أن ينعكس ارتفاع منسوبه  على سلوك الأفراد وتصرفاتهم وأقوالهم بطريقة ايجابية.

تتعدد مظاهر ’’الترمضينة’’، لدى عدد من الصائمين، بين فقدان السيطرة على الأعصاب، والتوتر غير أنها تجتمع كلها في أمر واحد هو ’’عدوانية سلوك الفرد’’.

الإمساك عن مسببات الإدمان

وفي هذا الصدد، تقول الأخصائية النفسية، زينة فريد، أن ظاهرة ’’الترمضينة’’، تعود أسبابها، إلى ’’التوتر والقلق الذي ينتج عن الإمساك عن مسببات الإدمان مثل السجائر والمخدرات والقهوة’’.

وأضافت الأخصائية في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’توقف استهلاك السجائر التي يتواجد بها النيكوتين، يولد تأثيرات نفسية وعصبية، عديدة مثل القلق  والغضب، وتقلب المزاج’’.

وأكدت فريد، أن ’’انخفاض ساعات النوم، من شأنه أن يتسبب في اضطرابات نفسية ناجمة عن عدم إفراز الجسم لهرمون الميلاتونين، الذي يساعد على تنظيم دورة النوم لدى الإنسان’’.

وتنصح الأخصائية، الأشخاص المدمنيين الذين يريدون الاقلاع عن سجائر، باتخاذ هذه الخطوة خلال شهر رمضان المبارك، لأنه يعتبر فرصة جيدة للإقلاع النهائي عن التدخين’’.

حجة من لا حجة له

من جانبه، أكد مراد أعبوت، طالب باحث في علم الاجتماع، أن ’’مصطلح الترمضينة، يتخذه بعض الأشخاص لتبرير ممارساتهم العدوانية وسلوكياتهم غير المقبولة، بسبب سرعة انفاعلهم وغضبهم الكبير، الذي يدفعهم إلى فعل أشياء غير جيدة سواء داخل منازلهم أو بالشارع العام’’ .

وأضاف المتحدث، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الإقلاع عن التدخين خلال رمضان، من شأنه أن يسبب نوعا من التوتر للشخص، غير أنه يمكن للشخص السيطرة على أعصابه’’.

واعتبر أعبوت، أن ’’شهر رمضان هو شهر التسامح والعبادة، والتقرب من الله، ومحو الذنوب والمعاصي والعتق من النار’’، مضيفا أن ’’الترمضينة تتسبب في خلل كبير في العلاقة بين الأفراد خلال هذا الشهر، فالجانب الروحي لها لرمضان يتعارض تماما مع مثل هذه التصرفات’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *