محلل سياسي: توالي جرائم القتل في مخيمات تندوف يؤشر على ترهل جبهة البوليساريو

يتواصل مسلسل جرائم القتل المرتبكة في مخيمات تندوف، كان آخرها، جريمة القتل التي راح ضحيتها طفل في مرحلة المراهقة، ذبحته العصابات الانفصالية من الوريد إلى الوريد، وتخلصت من جثته في القمامة، وهو ما جعل المخيمات، تعيش نهاية الأسبوع الماضي، حالة انتفاض عدد من المحتجزين في تندوف ضد قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية.

تقاطع المصالح مع القيادة الانفصالية

وفي هذا الصدد، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الانسان، إن “الجرائم التي تشهدها مخيمات تندوف، تؤشر على الوضع الأمني المترهل، وتؤكد ترهل الأجهزة الأمنية التابعة للبوليساريو، وللجيش الجزائري، وانتشار عصابات الجريمة المنظمة”.

وأوضح سالم عبد الفتاح، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “عصابات الجريمة المنظمة، باتت تفرض قانونها، وشريعة الغاب في مخيمات تندوف، وتتقاطع مع مصالح القيادة الانفصالية، ومسؤولية الجيش الجرائري، الذي يعتمد على مجموعات عصابة الجريمة المنظمة، فيما يتعلق بالأنشطة غير القانونية”.

وأضاف الباحث المهتم بقضية الصحراء والجوار المغاربي، أن “مخيمات تندوف، تعيش على وقع تهريب المخدرات، والاتجار في البشر والسلاح، الذي مصدره مخازن البوليساريو، ناهيك عن تهريب المساعدات الإنسانية الموجهة إلى القاطنين في تندوف، نحو أسواق دول الجوار”.

هذا الوضع، يشدد ذات المحدث، في تصريحه، “بات يصب في صالح انتشار عصابات الجريمة المنظمة، التي أضحت تروع الآمنين، وتصفي حساباتها في واضحة النهار على مرأى ومسمع قاطني مخيمات تندوف”.

وضع أمني مترهل

كما سجل المحلل السياسي، أنه “في ظل تفكك المشروع الانفصالي، نتيجة التطوارت التي يشهدها ملف قضية الصحراء المغربية، باتت العقيدة القتالية لعناصر البوليساريو مترهلة”. وهو الأمر، يضيف المتحدث، “يدفع بقيادة الجبهة الانفصالية، إلى الاعتماد على مجموعات الجريمة المنظمة، فيما يتعلق بتأمين مصالحها الشخصية، ومعسكراتها، ومقرات تنظيم الجبهة الانفصالية”.

وأكد محمد سالم عبد الفتاح، على أن “الوضع الأمني الخطير، جاء نتيجة تغلغل الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة الساحل، والتي تتبنى خطابا دينيا متطرفا، وتغلغلها في مخيمات تندوف، نتيجة تقاطع المصالح مع القيادة الانفصالية، كونها الزبون الأول للسلاح، والمواد الغذائية، والمحروقات المهربة من مخيمات تندوف”.

وأبرز الصدر، أن “الوضع الأمني المترهل، بات يدفع بقاطني مخيمات تندوف إلى الشعور بالامتعاض والسخط على الجبهة الانفصالية والتمرد عليها”. مشيرا إلى أنهم “باتوا يكسرون حاجز الصمت، وهيبة تنظيم الجبهة الانفصالية، من خلال الاقتحامات لمقرات الأمنية والسياسية للجبهة الوهمية، بما في ذلك مقر زعيمها إبراهيم غالي”.

وأشار إلى أن “هذ الوضع الأمني المترهل، بات يبرز دور الدولة الجزائرية، من خلال الانتهاكات التي يرتكبها جيشها الذي يقدم هو الآخر، على تصفية قاطني مخيمات تندوف”. لافتا إلى “الجرائم التي سبق أن ارتكبها الجيش الجزائري في حق مراقبين، والشباب الذين يمارسون التهريب المعيشي، الأمر الذي يدفع السكان إلى الاحتجاج على مؤسسات الدولة الجزائرية، في تجاوز لدور البوليساريو الوظيفي”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *