مقاطع “تيك توك”.. إفلاس أخلاقي يقف عند باب الربح السريع

لطالما اعتبر الرقص والعري الفاضح، أحد المحرمات داخل المجتمعات الإسلامية، إذ بقي هذا النوع من الممارسات لسنوات لصيقا بأماكن معينة. إلا أن تطبيق “تيك توك”، كسر هذه القواعد، فعند تصفح منصات “يوتيوب”، “فيسبوك”، و”انستغرام”، ستصادف الآلاف من مقاطع الفيديو، أقل ما يقال عنها أنها غريبة، إذ دفع هوس الربح السريع، الغالبية، لتجربة هذا التطبيق من مراهقين، محجبات، وحتى كبار السن، يستحضرون مواهبهم في الرقص الشعبي والغرب،ي وخوض تحديات مختلفة، في الأماكن العامة، وحتى الخاصة.

رقص في كل مكان

ومع انتشار مثل هذا النوع من التطبيقات، اختلفت الآراء وردود الأفعال، فقد استغرب الكثيرون أن تكون هذه المقاطع المصورة لشباب وشابات عربيات، خصوصا وأن لباسهم وشكلهم لا يمت لجتمعاتهم بأية صلة. فيما تساءل آخرون، إن كانت الفتيات اللواتي يظهرن في الفيديوهات وهن يرقصن في الشارع، لهن آباء وإخوة، معتبرين أن هذه التكنولوجيا قد كشفت مدى التسيب داخل الأوساط الاجتماعية، وكذا الإهمال داخل الأسرة، التي تراجعت فيها السلطة الأبوية، والوازع الديني والأخلاقي، ليترك المجال لما يسمى بالتطوّر التكنولوجي.

“أنا سمكة”، “أنا كسكاس”.. وغيرها من الكلمات الغريبة أصبحت تتردد على ألسنة شباب وشابات، تطرح عدة تساؤلات، ترى ما الذي يدفع “إنسانا” للبقاء في بث مباشر وهو في حوض الاستحمام تاركا الماء ينهمر عليه ويرتعش، وهو يردد: “أنا سمكة”؟ وما الذي يدفع فتاة إلى وضع أواني منزالية (برمة وكسكاس) فوق رأسها وترديد أسمائها، والكارثة في زيادة عدد متابعي هذه المحتويات بعشرات الآلاف أثناء البثّ؟ هل دفعهم الفراغ فقط للمتابعة، أم السخرية والشعور بأنهم أفضل منهم؟ هل للشعور بالرضا “المزيف” عن النفس كأنهم يحتاجون “بشدّة” إلى قبلة الحياة لمقاومة “بؤس” حياتهم، أم لانهيار أحلامهم لأسبابٍ شخصية، أم لانهيارهم أمام تحديات الواقع؟.

الرغبة في الربح السريع

وفي هذا السياق، ربط أبو بكر حركات، المحلل الاجتماعي، انتشار هذه الظاهرة، بغياب مستوى الوعي داخل المجتمعات العربية عموما، والمجتمع المغربي على وجه الخصوص، إلى جانب رغبة شباب المستقبل بالربح السريع، دون أي عناء أو مجهود، من خلال تطبيق أجنبي أفقد قيم وأخلاقيات المجتمعات الإسلامية.

وأضاف أبو بكر حركات، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن الأزمة الاقتصادية لبعض البلدان، من بينها المغرب، وانتشار معدلات البطالة، والهدر المدرسي، دفع شباب المجتمع العربي من الخليج إلى المحيط، إلى اللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي، واستخدام عدد من التطبيقات، كـ”تيك توك”، للبحت عن مدخول مادي، في غياب تام للإبداع في المحتويات التي يقدمونها.

التأثير على السلوك والأخلاق

ونبه المتحدث ذاته، من تأثير هذا التطبيق على المراهقين، بعدما ساهم في عدم ثقة عدد كبير من مستعمليه، إذ أكد أن المراهقين الشباب وحتى الأطفال، يستخدمون هذا التطبيق بشكل سلبي، الشيء الذي قد يؤثر على سلوكياتهم وأخلاقهم على المدى البعيد، كما أنهم قد يتعرضون للخطر، إذا لم يكونوا مستعدين لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالشكل الصحيح.

وأشار المحلل الاجتماعي، إلى أن غالبية النشطاء على منصة “تيك توك”، تقل أعمارهم عن 15 عاما، ففيهم من تتراوح أعمارهم مابين 11 و13 عاما، مبرزا أن هؤلاء الأطفال الذين هم في طور بناء الهوية، يجدون أنفسهم في عالم البالغين.

قمر خائف الله – صحفية متدرية

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *