تفشي ظاهرة تسلق الشاحنات بالناظور للعبور إلى أّوروبا

تشهد مدن إقليم الناظور ظاهرة تسلق الشاحنة من قبل قاصرين ويافعين، منهم من يعمد إلى فعل ذلك بغرض الوصول إلى مدينة بني أنصار المتاخمة لمدينة مليلية المحتلة من أجل تحقيق حلم الهجرة صوب الضفة الأوروبية، ومنهم من يتخذها وسيلة للتنقل، مما يثير غضب أرباب الشاحنات، لما لهذه الظاهرة من انعكاسات، إذ تتسبب في حوادث تودي بحياة القاصرين.

على مستوى المدار الطرقي لجماعة سلوان، أطفال في زهرة أعمارهم يقفون على جنبات الطريق الوطنية، وهم ينتظرون مرور شاحنة لتسلقها بغرض الوصول الى مدينة الناظور، وبعدها يتحينون الفرصة لولوج ميناء المسافرين، والبحث عن أي وسيلة تمكنهم من الوصول إلى “القارة العاجوز”.

هؤلاء الأطفال الذين قذفت بهم ظروف العيش الصعبة إلى شوارع مدن إقليم الناظور، تركوا أهلهم وذويهم وحطوا الرحال بهذه المنطقة التي يطلق عليها جزافا بـ”باب أوروبا”، غير آبهين بما يقومون به شعارهم في ذلك، “إما أن نموت.. أو نصل إلى أوروبا”، إذ يسيطر على عقولهم بشكل كبير جدا حلم الهجرة، مما يجعلهم يجازفون بحياتهم.

وليس كل القاصرين ممن يتواجدون بإقليم الناظور، قد تمكنوا من تحقيق حلم الهجرة، إذ هناك من طالهم الاعتقال من قبل السلطات الأمنية، وتم ترحيلهم على متن حافلات صوب مدن الداخل وإبعادهم عن المناطق الحدودية.

وتشن السلطات الأمنية في إقليم الناظور، حملة توقيفات واسعة في صفوف هؤلاء من ينعتون ب “الحراكة” أو “أطفال الشوارع”، إذ عاينت “بلادنا24” في مدينة بني أنصار كيف تتعامل السلطات الأمنية مع الموضوع، خاصة وأن هناك من يتحين الفرصة لتنفيذ عملية الهجوم على السياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة.

ووفقا لما كشفت عنه مصادر “بلادنا24“، فإن السطات المحلية، قامت خلال الأيام الأخيرة بترحيل عدد من الأطفال القاصرين و”الحراكة” دون أن تكشف عن عددهم.

ومن جانبها، قامت عناصر الشرطة بمفوضية زايو التابعة للمنطقة الإقليمية للأمن بالناظور، أمس الأحد، بتوقيف أربعة قاصرين بالطريق الوطنية رقم 2، حيث كان يعمد المعنيون على انتظار الشاحنات إلى أن تقوم بتقليل سرعتها عند مخففات السير فيعمدون الى التشبث بها من الخلف معرضين سلامتهم وسلامة مستعملي الطريق للخطر.

وكما تم استقدم القاصرين الأربعة الى مفوضية الشرطة واستدعاء أولياء أمورهم، إذ تم الاستماع إليهم في محاضر قانونية قبل أن يتم تسليمهم لذويهم.

وتجدر الإشارة، إلى أن هذه الظاهرة تستدعي تدخلا من قبل الفاعلين للحد منها، فضلا عن تدخل أولياء أمور القاصرين لثني فلذات أكبادهم عن تعريض نفسهم وغيرهم للخطر.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *