الهولوكوست والصراع في إسرائيل وغزة.. تحليل للتشابهات التاريخية

الهولوكوست، الذي ارتكبه بنظام أدولف هتلر النازي خلال الحرب العالمية الثانية، يعد واحداً من أبشع جرائم الإبادة في التاريخ. صدى أفكاره المظلمة يتردد في النقاشات المعاصرة، خاصة عند دراسة الصراع الحالي في إسرائيل وغزة. يسعى هذا التقرير إلى فحص التشابهات التاريخية بين الهولوكوست والتوترات المستمرة في المنطقة، ويتساءل عما إذا كانت إسرائيل تستخدم تكتيكات مماثلة تجاه المسلمين كما فعل هتلر تجاه اليهود.

الهولوكوست: فصل مظلم في تاريخ الإنسانية

حدث الهولوكوست بين عامي 1941 و1945، حيث شهد اضطهادًا وإبادة نظامية لستة ملايين يهودي. قاد نظام هتلر عمليات قتل جماعية وعمل قسري وتعذيب في معسكرات الاعتقال والإبادة. تجلت فظائع هذه الجرائم أمام العالم بأسره.

هل تتكرر الأنماط التاريخية؟

أحد العناصر الرئيسية في تقييم وضع إسرائيل وغزة، هو فحص الخطاب المستخدم من كلا الجانبين. على الرغم من أهمية تجنب المقارنات المباشرة، يرى مراقبون أن بعض سياسات وممارسات إسرائيل تحمل تشابهًا مؤلمًا مع تلك المستخدمة خلال الهولوكوست.

امرأة مؤيدة للفلسطينيين ورجل مؤيد لإسرائيل يصرخان على بعضهما البعض

يتهم الصهاينة باتباع خطى هتلر

عبر الكاتب والمحلل السياسي التركي، إحسان أكتاش، عن رأيه بأن أدولف هتلر، زعيم ألمانيا النازية، كان متهمًا بارتكاب إبادة جماعية ضد اليهود، والآن يتهم الصهاينة باتباع خطى هتلر.

.

في مقال نشر في يني شفق، علق أكتاش على نجاح قوات المقاومة الفلسطينية الأخير في اختراق جدار الفصل في غزة، أكبر سجن مكشوف في العالم، ودخول الأراضي الإسرائيلية المحتلة، الأراضي الفلسطينية الأصلية، بتنسيق عسكري واستعداد يشبه تلك لـ”جيش دولة”. واعتبر هذا التطور صادمًا وجذب انتباه العالم إلى قضية الشعب الفلسطيني.

وأوضح، أنه في عام 2004، خلال مبادرة صحفية لمؤتمر الشرق، زار لبنان بعد انسحاب إسرائيل. وخلال زيارتهم، كان لديهم فرصة للقاء جميع الفئات السياسية في لبنان، بما في ذلك وليد جنبلاط والجماعات السنية وحسن نصر الله. في ذلك الوقت، كان حزب الله قوة تحارب إسرائيل وكانت تُحتفى به كبطل لا منازع في العالم الإسلامي. كانت قوة عسكرية وحزب سياسي في البرلمان اللبناني. وكان لديهم أيضًا فرصة للاستماع إلى ممثلين عن المسيحيين الذين لعبوا دورًا كبيرًا في الحرب الأهلية اللبنانية.

تأثير هتلر على هجرة اليهود للأراضي الفلسطينية

يتذكر اليهود غالباً هتلر في المقام الأول، بسبب مذبحته السيئة الصيت المعروفة باسم الهولوكوست، حيث تعرضوا للاضطهاد الوحشي والإبادة خلال الحرب العالمية الثانية. يسلطون الضوء على تنظيم هتلر لإبادة جماعية ضد مجتمعهم داخل حدود نظامه النازي. ومع ذلك، يعد جانبًا أقل مناقشة هو تورط هتلر في استعمار الأراضي الفلسطينية، ودوره في هجرة اليهود إلى فلسطين.

اتفاقية هعفراه

في الذكرى الـ86 لـ”اتفاقية هافارا”، التي تم توقيعها بين الوكالة اليهودية وألمانيا النازية في 25 أغسطس 1933، تظهر نواحٍ تاريخية. سهلت هذه الاتفاقية هجرة اليهود إلى فلسطين العربية، من خلال تقديم اليهود لممتلكاتهم للدولة الألمانية. نفذ حوالى 50 ألف يهودي بهذا الاتفاق، نقلوا ثرواتهم إلى فلسطين كبضائع ألمانية، وساهموا في اقتصاد ألمانيا. وقد ساهم تأسيس شركة “هافارا ليمتد” في تيسير هذه الهجرة ولعبت دورًا في المعاملات الاقتصادية.

وفقًا لكتاب ألان جريش “ماذا يُطلق على فلسطين؟”، جعلت اتفاقية هافارا 53 ألف يهودي ألماني يهاجرون إلى فلسطين قبل عام 1939، مما سمح لهم بالهروب من الإبادة القادمة، وهو ما يمثل 35 بالمئة من الهجرة إلى الأراضي المحتلة في عام 1937، و52 بالمئة في عام 1939. كما سمحت الاتفاقية للأفراد اليهود بنقل جزء من ثرواتهم، بلغت 110 مليون مارك، إلى فلسطين في شكل سلع ألمانية، وكانت منفذًا مفيدًا للاقتصاد النازي.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *