معاد بودينة بعد الإصرار الكبير، الذي أبانته الرباط، حول فتح ملف مراقبة المجال الجوي فوق أجواء الأقاليم الجنوبية المغربية التي تتم إدارتها حالياً من جزر الكناري، والرد اللاحق لرئاسة الحكومة الإسبانية بأن “المحادثات قد بدأت بالفعل، موضحة أن هذه الاتصالات مع المغرب “تقتصر على إدارة المجال الجوي”، شهد الملف تفاعلاً جديداً نحو تطورات ومعطيات مثيرة.
وبالموازاة مع انغماس وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي من جهة، ووزارة النقل واللوجستيك من جهة أخرى، في عمليات لتعزيز الجوانب الدبلوماسية والفنية، على التوالي، بخصوص هذا الملف الذي جر وراءه جدلاً كبيراً وتساؤلات عديدة حول مصيره، ذكرت صحيفة “إل بيريوديكو”، في تقرير حديث لها، أن الرباط ومدريد “يخطوان نحو تسريع عملية التفاوض بشأن إدارة المجال الجوي للصحراء”.
وكشفت معطيات الصحيفة الإسبانية، أن “رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أعطى، فور عودته من زيارته إلى المغرب، أوامره للوزارات المعنية باتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الصدد”. مبرزة أن هناك خطوتان حاسمتان ستتخذهما حكومة سانشيز بخصوص هذا الاتفاق بين مدريد والرباط فيما يتعلق بهذا الشأن، وهما اعتراف وزارة الخارجية برئاسة خوسيه مانويل ألباريس بأن إسبانيا والمغرب اتفقا على بدء محادثات حول التعاون في مجال الإدارة، في قطاعات مثل سلامة الحركة الجوية، والاتصالات، فضلاً عن مفاوضات وزير النقل الإسباني الذي يجري حالياً زيارة إلى المغرب، مع سلطات البلاد، حول الملف ذاته.
وأبرزت “إل بيريوديكو”، أنه “رغم أن أياً من الوزارتين لم تفسر هذه الرحلة من بوينتي إلى المغرب على أنها مفاوضات حول السيطرة على المجال الجوي الصحراوي، فإن العديد من محللي العلاقات الإسبانية المغربية يعتبرون أنها “جزء من العملية” وأنها ستكون لها “عواقب عملية فورية”.
وربطت الصحيفة ذاتها، بين زيارة الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط، وبين زيارة وزير النقل بحكومته، أوسكار بوينتي، الحالية إلى المغرب، موضحة أن “وزارة النقل الإسبانية حاولت إخفاء الرحلة من خلال منحها عدة أهداف أخرى، بما في ذلك الترويج لشركات النقل الإسبانية العاملة في البلاد، وخطة المغرب الطموحة لتزويد نفسه بشبكة سكك حديدية أقاليمية واسعة النطاق وعالية السرعة، ومعالجة القضايا المتعلقة بالتعاون في مجال الموانئ بين البلدين ومصالح الشركات الإسبانية في مشاريع في الدولة المجاورة”. في إشارة منها إلى أن الهدف الرئيسي من الزيارة هو مفاوضات حول نقل إدارة المجال الجوي للصحراء.
