تحالف المغرب والإمارات يقطع الطريق على الجزائر في منطقة الساحل

يبدو أن الخبر الذي أذاعته محطة الإذاعة الجزائرية، “راديو الجزائر”، بتاريخ 13 دجنبر الماضي، حول قيام “الإمارات العربية المتحدة بمنح ميزانية قدرها 15 مليون يورو لصالح المغرب، لتمويل الحملات الإعلامية التخريبية التي أضعفت صورة الجزائر في منطقة الساحل”، وفق تعبير المصدر، ليس إلا الخطوة الأولى من “استراتيجيتها” الرامية إلى تصريف أزمتها الداخلية المتزامنة مع الانتخابات الرئاسية، متهمة كلا من الرباط وأبوظبي، بـ”التواطؤ لتنظيم الحملات الإعلامية التخريبية في حق الجزائر”.

الإشاعات التي دأبت الجزائر على ترويجها ولازالت، رامية إلى زعزعة مكانة المغرب الإقليمية، الذي يحافظ رفقة حليفته الإمارات العربية المتحدة، على سلسلة من العلاقات الدبلوماسية التي أصبحت أوثق في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعدما أضحى تركيزه حالياً منصوباً على العمق الإفريقي، الذي وجد فيه منطقة حريصة على التوقيع مع شركاء دوليين جدد يغادرون الغرب.

تحالف المغرب والإمارات يقطع الطريق أمام الجزائر

تقارير دولية لفتت إلى أن الإمارات العربية المتحدة أنهت عاما قياسيا آخر في القارة، بعد أن أغلقت عام 2022 مثمرا بنفس القدر، موضحة أن أبوظبي حصلت على احتكار مناجم الماس في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والشراكات العسكرية في الصومال، ومشاريع استدامة الطاقة في نيجيريا، وباعت الأسلحة والمواد المنزلية إلى السودان وتشاد.

وتابعت أن القضية الدينية والاقتصادية للساحل (حيث يتكاثر الجهاد والمناجم على قدم المساواة)، أثارت في السنوات الأخيرة اهتماما موثوقا به في المنطقة من جانب البلدان العربية، التي بدأت قبل ألف عام علاقتها التجارية والدينية مع منطقة الساحل، وأنه بعد عقود تأثرت بالحروب في الشرق الأوسط والاستعمار السابق، لم يكن إلا في السنوات القليلة الأخيرة عندما تمكنوا من النظر، أكثر هدوءا، إلى ما وراء السودان”.

أما بالنسبة للمغرب، ترى المصادر ذاتها، أنه يمارس سياسة مزدوجة في إفريقيا تمر عبر العولمة (مع تحالفه الأخير مع الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة)، مسجلة أن الرباط تلتزم بقضايا شركائها الدوليين في القارة، سواء في مكافحة الإرهاب، أو المشاركة في الهجمات الدبلوماسية التي تسعى إلى تقريب المواقف مع الطاعم العسكرية في الساحل.

وأضافت أن مواجهتها الأبدية تسود مع الجزائر، “وهي دولة اختارت، من ناحية أخرى، إمالة علاقاتها نحو الكتل الروسية والإيرانية. وفي سياق السياسة الدولية، روسيا هي العملة المعاكسة للولايات المتحدة في إفريقيا، والجزائر عملة المغرب”.

كما تعتبر الإمارات العربية المتحدة أكبر حليف للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وهي اليوم أكبر مشتر للمواد الخام في مالي وزيمبابوي والسودان وأوغندا والنيجر وبوتسوانا، بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو، مشكلة حلفا ضعيفا منذ أن ارتبطت روسيا بالجزائريين؛ وبالتالي تبدوا روسيا مرتبطة بجبهة البوليساريو في الأشهر الأخيرة، “حيث يتم تمييز الكتلتين بوضوح في السياق الدولي، وأيضا في اتجاه أعمالهما في إفريقيا”.

المبادرة الملكية لفتح الواجهة الأطلسية تبدد أطماع الجزائر في منطقة الساحل

إن المبادرة الملكية لفتح الواجهة الأطلسية أمام العمق الإفريقي، جعلت الولايات المتحدة تواصل في الأسابيع الأخيرة، من خلال سفيرها الجديد في نيامي، نهجها من المجلس العسكري للنيجر، الذي توج بلقاء وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، يوم السبت الماضي مع نظرائه في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، لتعزيز وصول بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، وإنشاء إطار “التعاون فيما بين بلدان الجنوب”.

خبراء دوليون يرون من جانبهم، أن نتيجة هذا الاجتماع كانت فورية، على الأقل فيما يتعلق بالسياسة الإقليمية المغربية، مشيرين أن “النتائج شوهدت حتى قبل عقد الاجتماع، في 13 دجنبر، حيث كانت نية الإمارات العربية المتحدة والمغرب عرقلة موقف الجزائر في منطقة الساحل معروفة”؛ لافتة إلى أنه “في 22 دجنبر، اندلع حادث دبلوماسي بين الجزائر ومالي بمناسبة العلاقات المزعومة بين دبلوماسيين جزائريين ومتمردي الطوارق المرتبطة بحركة استقلال أزواد”، وفي 23 دجنبر، التقى ناصر بوريطة بنظرائه جنوب الصحراء الكبرى.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *