تصاعد التوتر بين السودان و”إيغاد”.. هل يتسبب في تأزم الوضع؟

شهدت العلاقات بين السودان والهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا “إيغاد” تجدد التوتر، وذلك عقب رفض وزارة الخارجية السودانية لنقاط أساسية في البيان الختامي للقمة الطارئة لزعماء دول المنظمة. وقد أثار هذا الرفض مخاوف من تأجيل وقف الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل الماضي، وهو ما يعرض المنطقة لمزيد من التوتر، وفقًا لمحللين.

أعلنت وزارة الخارجية السودانية في بيان يوم الأحد رفضها لمسودة البيان الختامي لقمة زعماء “إيغاد” التي عُقدت في جيبوتي. وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، على ضرورة تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في السودان، وخروج قوات الدعم السريع من الخرطوم قبل لقاء قائدها، محمد حمدان دقلو (حميدتي).

اندلع التوتر بين السودان و”إيغاد” في يوليوز الماضي، عندما انسحب وفد السودان من قمة زعماء المنطقة احتجاجًا على تولي الرئيس الكيني وليام روتو رئاسة اللجنة الرباعية المعنية بحل الأزمة السودانية، بعد اتهامه بعدم الحياد. وقد هدد السودان بتعليق عضويته في المنظمة الأفريقية.

في نونبر الماضي، قام رئيس مجلس السيادة السوداني بجولة في دول “إيغاد”، ورغم تجاوز بعض التوترات، فإن رفض السودان لنتائج القمة الأخيرة يثير مخاوف بشأن مدى استعداد المنظمة للوساطة وحل الأزمة في السودان.

في هذا السياق، طرح الوزير المكلف بالخارجية السوداني، علي الصادق، تساؤلات حول القدرة الفعّالة لـ”إيغاد” كوسيط محايد، خاصةً بعد تأثير أطراف خارجية وضغوط من دول إفريقية وإقليمية على المنظمة، مما أدى إلى عدم اعتمادها لملاحظات وزارة الخارجية السودانية.

وفي وقت سابق، قالت قوات الدعم السريع إنها تلقت دعوة رسمية لحضور القمة، وقبلتها بشرط أن يحضر ممثل السودان بصفته ممثلًا للقوات المسلحة فقط. ورغم ذلك، فقد انسحب وفد الدعم السريع من الجلسة الرسمية، مؤكدًا على رفضه لتواجد رئيس مجلس السيادة بصفته غير القانونية.

تعبر هذه التطورات عن انهيار الثقة بين السودان وإيغاد، وتثير تساؤلات حول قدرة المنظمة على أداء دور الوساطة بشكل فعّال، خاصة في ظل تنافس الفاعلين المحليين والإقليميين، والتأثيرات الخارجية التي قد تعيق جهود حل الأزمة السودانية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *