أخصائية: التحرش الجنسي بالأوساط التعليمية قد يقود لرفض المدرسة

تعتبر ظاهرة التحرش الجنسي في الوسط المدرسي، من الظواهر التي تشغل بال الرأي العام المغربي، باعتبار أن التعليم هو حجر الزاوية ورافعة لتنمية الأجيال الصاعدة، فمن الضروري أن تكون البيئة التي يتلقى فيها الأطفال دراستهم، سليمة وصحية من أجل تحقيق أهداف التعليم النبيلة، المتمثلة أساسا في تطوير المجتمع و النهوض به.

وباعتباره ظاهرة خطيرة تهدد سلامة ورفاهية التلاميذ، دقت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ناقوس الخطر، وأكدت على أن حالات الاغتصاب والعنف الجسدي في صفوف الأطفال في المجتمع ككل، ليس فقط في الوسط المدرسي، تعرف انتشارا كبيرا، مع غياب تام لأي متابعة نفسية أو اجتماعية لإعادة التوازن النفسي للضحايا.

التحرش الجنسي بالوسط المدرسي

تقول الأخصائية النفسية جهاد بلمليح في تصريح لـ”بلادنا24“، “للتحرش الجنسي بالوسط المدرسي أوجه عديدة”، معتبرة أن التحرش بين التلاميذ فيما بينهم، وجه من أوجه هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن التحرش الجنسي الذي يمكن أن يتعرض له الطفل من قبل أستاذ أو حارس عام أو مدير، قد يتعرض له من طرف التلاميذ أيضا”.

مضيفة، أن “هذا التحرش يمكن أن يسبب آثارا خطيرة، مثل صدمة للضحية وزيادة احتمالية تطوير الاكتئاب أو اضطرابات القلق، في هذه الحالة، يمكن أن تخشى الضحية، سواء كانت ذكرا أو أنثى، الذهاب إلى المدرسة، مما يؤدي إلى رفض التعليم’’.

الآثار على التحصيل الدراسي

تعتبر الأخصائية أن هذه الظاهرة، “تتسبب في فوبيا الذهاب إلى المدرسة ورفض التمدرس”، مؤكدة معاينتها لتلك الآثار النفسية الوخيمة بنفسها، خلال تفاعلها مع الأطفال أثناء الأنشطة التي تقوم بها في هذا السياق.

معتبرة أنه بمثابة تجريم قاسي على نفسية الضحية، ولا يقتصر تأثيره على الجسد فقط، بل يمتد إلى البعد النفسي أيضا، تاركا آثارا عميقة جدا، يصعب التخلص منها بسهولة”.

الإجراءات العلاجية النفسية

تقول بلمليح أنها تستقبل مجموعة من الأطفال بشكل يومي، وتعمل على تقديم الدعم النفسي، ومجموعة من الإجراءات النفسية الأخرى، من أجل مساعدتهم على تجاوز الصدمة وبناء الثقة بالذات من جديد، وتشجيعهم على التعبير عن حالتهم النفسية، عن طريق العديد من الأنشطة، كالرسم والعلاج الجماعي”.

وتؤكد المتحدثة ذاتها، على “ضرورة وجود مساعدين اجتماعيين في المؤسسات التعليمية، من أجل تسهيل عملية الكشف عن مثل هذه السلوكيات الضارة، مع وضع قوانين صارمة داخل المدرسة لمنع هذه الأفعال، إضافة إلى تنظيم أنشطة توعوية وتحسيسية حول خطورة استخدام الألفاظ الجنسية بين التلاميذ والتلميذات، وأيضا حول التحرش الجنسي بالوسط المدرسي”.

ويعتبر التحرش الجنسي داخل الوسط الدراسي، في المغرب وعلى غرار العديد من دول العالم، جريمة يعاقب عليها القانون المغربي بأشد العقوبات الصارمة، حيث تشمل السجن وغرامات مالية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *