أخصائية: العنف المدرسي يؤثر على الصحة النفسية للطفل ويقلل من تحصيله

يتقدم الفصل الدراسي وتبدأ أخبار انتشار حوادث العنف المدرسي، تنتشر ومعها انتشار الآثار الوخيمة التي تخلفها هذه الظاهرة على نفسية الطفل وتحصيله الدراسي، قد يكون السؤال هنا، لماذا يتم ممارسة هذه الأفعال داخل مؤسسة تعتبر بمتابة حاضنة للقيم الحميدة والأفعال المضادة للعنف والوقاية منه؟

وتحول هذه الظاهرة، في الوسط المدرسي مخلفة قلقا كبيرا وحاجزا أمام الأهداف المرسومة لتحقيق المدرسة الجديدة، ذات الأتر الإيجابي على توازن المجتمع.

وفي هذا السياق، كان المجلس الأعلى، للتربية والتكوين والبحث العلمي خصص ندوة دولية للحديث عن ’’العنف في الوسط المدرسي”، حيث اعتبر رئيس المجلس الحبيب المالكي أن “هذه الظاهرة مقلقلة وتربك جميع المخططات الرامية إلى إصلاح النظام التعليمي”.

العنف المدرسي

يعتبر العنف المدرسي، من الأنشطة التي تؤدي إلى اضطرابات في النظام التعليمي، شاملا للمشاجرات اللفظية والجسدية، سواء داخل المدرسة أو في الطريق لها، أو في طريق مغادرتها.

ولعل مايرتبط بسلامة الكائن الانساني، مهما اختلفت مواقعه يحتم من زاوية المقاربات البيداغوجية، احداث درسة لأبعاد هذه الظاهرة السلوكية دراسة مجهرية.

وفي هذا الشأن، تقول الأخصائية النفسية جهاد بلمليح في تصريح لـ “بلادنا24” أن هذا النشاط، ’’يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في النظام التعليمي، بإشتماله على المشاجرات اللفظية والجسدية مما يؤثر على المدرسة و المجتمع على حد سواء’’.

آثار العنف المدرسي على التحصيل الدراسي

ويمكن أن يخلف العنف المدرسي آثارا خطيرة، على الصحة النفسية للمتمدرس وتحصيله الدراسي وبالتالي احداث تأثير سلبي على مستقبل التلميذ.

وتعتبر الأخصائية، أنه للعنف المدرسي، ’’آثار خطيرة على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، فقد يتعرض الأطفال إلى مجموعة من الأثار الوخيمة، كالإصابات الجسدية، التي تكون اما خفيفة، أو قوية وظاهرة، مثل الكسور الناجمة عن تعرض الطفل للعنف الجسدي، ناهيك عن الأثار النفسية كالاكتئاب والقلق، والخوف، مما يجعل تحصيله  الدراسي ينخفض بشكل  كبير و ملحوظ’’.

وتضيف بلمليح، أنه يمكن أن يصاب الطفل، ’’باضطراب ما بعد الصدمة، وإظهار أفكار وسلوكيات محفوفة بالمخاطر وعدوانية للمجتمع’’، مؤكدة على أن العنف، ’’يقلل من التحاق الأطفال بالمدارس، ويقلل من الأداء الأكاديمي ويزيد من معدلات التسرب من المدارس.’’

العنف المدرسي وحب الدراسة

يمكن اعتبار أن علاقة الحب الكبيرة، التي تتكون عند التلميذ اتجاه المدرسة، سببها الرئيسي هو المدرس والطمأنينة التي يشعر بها الطفل في وسط تعلمه، لكن ماذا لو كان العكس؟

تعتبر الأخصائية النفسية، أن تعرض الطفل للعنف، ’’يقلل من حبه للمدرسة، ويصيبه باضطراب التعلق بالمنزل  الذي يشعره بالامان، كما يؤدي تعرضه للعنف المدرسي الى الاصابة بقلة النشاط البدني، وزيادة الوزن والسمنة، ليصبح للطفل عادات سيئة، مما يؤدي إلى سوء الحالة الصحية والإصابة بالأمراض، ليصبح الأخير غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين، كما تنخفض المشاعر الإيجابية لديه بشكل كبير’’.

يشار إلى، أنه خلال الندوة التي نظمت من طرف المجلس الأعلى للتربية والتكوين بشراكة مع منظمة اليونسيف، قبل يومين من الأن، دعا المجلس إلى وضع أنظمة المراقبة والضبط مع تعزيز الإجراءات التأديبية والتأكد من تطبيقها بما يعزز مناخ الأمن والطمأنينة للمتعلمين.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *