معاد بودينة تعول إسبانيا، بقوة، على تعاون المغرب، في محاولة منها للتخفيف من أزمة طالبي اللجوء التي خنقت مطار “باراخاس” بالعاصمة مدريد، لأكثر من أسبوعين، حيث أجبر اكتظاظ أكثر من 400 شخص في المحطة، وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، على طلب وساطة المغرب، أثناء تواجده بالرباط قبل أيام.
وبعد تنبيه العديد من المفوضين الإسبان إلى الوصول الجماعي للمهاجرين عبر الخطوط الملكية المغربية، وهي الشركة التي وفقا لضباط شرطة باراخاس، يأتي على متنها أكبر عدد من طالبي اللجوء، تصرف وزير الداخلية الإسباني، والتي انطوت مهمته على إخطار الرباط، من خلال التركيز على شركة الطيران هذه.
كما كشفت مصادر إسبانية على علم بهذه الإجراءات، أن الطلب المقدم إلى الحكومة المغربية، ينطوي على إبلاغ الخطوط الملكية المغربية “لارام”، بأن طائراتها تستخدم كـ”قارب”، وأن رحلاتها اليومية إلى مطار باراخاس تعتبر “طريقا ساخنا”.
هذا، وقبل أسبوعين، وبالتزامن مع البوادر الأولى لأزمة طالبي اللجوء في المطار، قرر كبار ضباط الشرطة من إسبانيا، أن التدخل على أعلى مستوى كان ضروريا، وأبلغوا مارلاسكا بالتدفق الهائل للأشخاص الذين يصلون إلى باراخاس من مطار الدار البيضاء. فيما أشارت المصادر نفسها، إلى أن اجتماعا قد جمع مؤخراً كلا من فرناندو غراندي مارلاسكا، مع السفير الجديد لإسبانيا لدى المغرب، إنريكي أوخيدا، الذي ظهر لأول مرة في منصبه مع أكبر أزمة لجوء في إسبانيا، وذلك من أجل تدارس هذا الوضع.
