إسبانيا تعترف بوجود أزمة دبلوماسية مع الجزائر.. وجهود دبلوماسية للتطبيع

بعد مرور قرابة الأسبوعين، على إلغاء، الجزائر، المفاجئ، لزيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قبل ساعات فقط من رحلته المقررة إلى الجزائر العاصمة، اعترفت الحكومة الإسبانية، رسمياً، بوجود أزمة دبلوماسية مع الجزائر. جاء هذا الاعتراف، ردا على أربعة أسئلة طرحها ثلاثة أعضاء من المجموعة البرلمانية الشعبية في الكونغرس، يوم الجمعة الماضي.

وطلب نواب الحزب الشعبي المعارض، كارلوس فلوريانو كوراليس، بيلين هويو جوليا، وإستيبان غونزاليس بونسن توضيحًا بشأن السبب الذي أبلغته الجزائر لإلغاء رحلة وزير الخارجية الإسباني، وعن الوضع الحالي للعلاقات بين إسبانيا والجزائر، وما إذا كان الوزير ألباريس يعتقد أن الشركات الإسبانية يجب أن تستمر في انتظار تطبيع العلاقات التجارية، وكيفية دعم الحكومة للشركات الإسبانية التي لها مصالح في الجزائر، لمواجهة عواقب الأزمة التي أثارها رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، بحسبهم.

وفي وثيقة تداولتها عدد من صحف الجارة الشمالية، حاولت الحكومة الإسبانية، دمج ردودها في رد واحد، والامتناع عن معالجة الأسئلة المحددة بشكل فردي. واعترفت إدارة سانشيز بوجود خلافات لم تحل، مما يدل على أن العلاقات بين إسبانيا والجزائر لم تتطبع بعد، رغم عودة السفير الجزائري إلى مدريد، وكذا التأجيل المفترض للرحلة قبل خمسة عشر يوما “لأسباب مرتبطة بالجدول الزمني” عن الجانب الجزائري.

وقالت حكومة سانشيز، إن “الحكومة الإسبانية ستعمل على حل أي خلافات في العلاقات الثنائية مع الجزائر، من خلال الحوار والدبلوماسية، والدفاع دائما عن المصالح الإسبانية، ومصالح شركاتها في البلاد”.

وفيما يتعلق بتأثير قرارات السلطات الجزائرية على التجارة الثنائية، وأنشطة الشركات الإسبانية، “تتعاون السلطات الإسبانية والمفوضية الأوروبية في رد مشترك”، بحسب الحكومة.

وفي الوقت نفسه، سلط الرد الحكومي، الضوء على الجهود التي تبذلها السفارة الإسبانية في الجزائر العاصمة، والمكتب الاقتصادي والتجاري الإسباني، لإعلام وتقديم المشورة للشركات الإسبانية الموجودة، أو التي لها مصالح في الجزائر، “مما يقلل من التأثير المحتمل لإجراءات الحكومة الجزائرية”، مبرزة أن السفارة تحافظ على اتصال دائم مع الشركات المتضررة.

ولحدود هذه اللحظة، لم تعلق وزارة الخارجية الإسبانية على الأزمة التي اندلعت مع الجزائر في مارس من عام 2022. وتجنبت الحكومة تقديم التوضيحات، لأن القيام بذلك، بحسب مراقبين إسبان، يتطلب معالجة قضية أساسية، وهنا يتعلق الأمر بالتحول التاريخي في موقف إسبانيا بشأن الصحراء المغربية.

وبينما تتعامل الحكومة الإسبانية بخفة مع هذه المسألة، كلما اضطرت إلى الحديث عن الجزائر، تصف الحكومة، البلاد، بأنها “جار وصديق وشريك استراتيجي”. وقد أعرب بيدرو سانشيز، والوزير ألباريس، باستمرار، عن نواياهما لتعزيز هذا النهج، بشرط أن “ترد الجزائر بالمثل”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *