ضمنها المغرب.. 6 دول إفريقية تفتح باب الاستثمارات في الهيدروجين الأخضر

مع تضييق المراكز الأوروبية والآسيوية وعجزها عن تلبية الطلب، أصبح التركيز على الهيدروجين الأخضر في أفريقيا بمثابة عصى سحرية للمستثمرين والمطورين من بقاع العالم كافة، إذ تملك القارة السمراء ثروة مهمة متمثلة في موارد الطاقة المتجددة التي تؤهلها لتتربع على عرش مواقع الإنتاج.

وبفضل ثروتها الكبيرة، دفعت مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، دول عدة إلى الإنطلاق في سباق عالمي للتوسع بإنتاجه، بل وتصديره في بعض الأحيان، وكان لدول شمال القارة وجنوبها ميزة خاصة، بفضل موقعها المتميز الذي يطل على مواني التصدير، وموارد شمسية وسرعة رياح قوية.

وبالرغم من التحديات التي تقف عائقا أمام توسعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، بسبب تكلفة الكهرباء النظيفة، إلا أن 6 دول إفريقية أحرزت تقدمًا لافتًا للنظر في مسيرة إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، لما تتمتع به من إمكانات وموارد متجددة هائلة.

المغرب.. موقع جغرافي وثقة دولية في جودة الأداء

يحظى المغرب بثقة دولية كبيرة بصفته مُصدّرًا رئيسًا للهيدروجين الأخضر، إذ زادت فرص ريادته في هذا المجال بعدما منحه بنك التنمية الأفريقي المرتبة الثانية على مستوى القارة في الأداء الصناعي، كما يشكل موقعه الجغرافي مركزا مهما لتصدير الهيدروجين نحو الأسواق الأوروبية، بتكلفة نقل منخفضة.

ووفق ما أفادت به منصة “طاقة” المتخصصة، تحتاج المملكة المغربية إلى تطوير بنيتها التحتية اللازمة لتعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، وتوزيعه، والتركيز على بعض التقنيات الضرورية لسلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر، إذ تتوفر على مشاريع مهمة في هذا المجال.

ويعتبر مشروع مجموعة أو سي بي (OCP)، أكبر منتجي الأسمدة في العالم مشروع المملكة المغربية لإنتاج الهيدروجين عام 2022، وتستهدف إنتاج 260 طن سنويًا، إلى جانب مشروعي مازن للهيدروجين الأخضر ومشروع هيفو، الذي يهدف إلى إنتاج 31 ألف طن سنويًا من الهيدروجين، لينطلق نحو التصدير وإنعاش صدارة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.

مصر.. بنية تحتية وموقع جغرافي هام

تتوفر مصر على موقع جغرافي هام يعزز فرص التصدير لمراكز الطلب في أوروبا، ويمنح القرب الجغرافي من القارة الأوروبية القاهرة أفضلية تنافسية بانخفاض تكلفة النقل والتخزين، وبالرغم من هذه المميزات إلا أنها تواجه عائقين يتمثلان في ارتفاع تكلفة تطوير الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، ونقص المياه بالمنطقة.

ولمواجهة هذه التحديات، عززت الحكومة المصرية، من التركيز على بعض التقنيات الضرورية لسلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر، حيث تلتزم بإاستراتيجية الهيدروجين منخفض الكربون، عبر مذكرة تفاهم تؤسس لمشروعات واستثمارات مطوري الهيدروجين الأخضر.

ويعد مشروع الشركة المصرية للصناعات الأساسية إيبك (EBIC)، أبرز مشروعات الهيدروجين في مصر، وهو مشروع تطوره شركة فيرتيغلوب متعددة الجنسيات، ومقرّها أبو ظبي، خلال العام الجاري 2024، بسعة تحليل كهربائي قدرها 100 ميغاواط، إلى جانب مشروع الشركة القابضة لكهرباء مصر (EEHC).

كينيا.. موارد طاقية متنوعة

تتمتع كينيا بموارد متنوعة للطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية، وكان لها نصيب وافر من التمويلات المناخية، إذ تلقّت دعمًا من الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار قدره 23.97 مليار دولار.

وعلى الرغم من إطلاقها استراتيجية وخريطة طريق -بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، تتوافق مع سباق تطوير الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، إلا أنها تواجه تحديات، ارتفاع تكلفة الإنتاج، وغياب البنية التحتية اللازمة للتطوير، بجانب افتقارها لتشريعات تنظم إنتاج الهيدروجين وتخزينه.

ويعتبر مشروع محطة “رينيوبل كينيا”، أول محطة للهيدروجين الأخضر في كينيا، وتطوره إتش دي إف إنرجي، ومقرّها فرنسا، ولم يعلَن بعد موعد انطلاق المشروع نحو الإنتاج، لكنه يستهدف 180 ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بجانب خزين طويل الأمد لنحو 500 ميغاواط/ساعة، اعتمادًا على الهيدروجين.

موريتانيا.. موقع جغرافي وموارد طاقية هامة

بالإضافة إلى أنها تتوفر على موارد طاقية هامة، متمثلة في الطاقة الشمسية والرياح، يعتبر موقعها الجغرافي قرب مراكز الطلب الأوروبي على الهيدروجين مركزا مهما للتصدير مما يساهم في خفض تكلفة النقل.

ورغم هذه المميزات التي تتمتع بها موريتانيا والتي تجعل منها مركزا هاما لإنتاج وتطوير الهيدروجين، إلا أنها تواجه تحديات، متمثلة، في عدم ملاءمة البنية التحتية لأهداف الإستراتيجية، إذ تفتقر نواكشوط إلى وجود طرق تصل المواني بالمرافق، وكذلك خطوط أنابيب النقل والتوزيع.

ويعدّ مشروع “أمان” أحد أبرز مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، إذ تطوره شركة سي دبليو بي (CWP)، ويُتوقع أن يصل إنتاجه إلى 1.8 مليون طن سنويًا مع انطلاقه عام 2030، إلى جانب مشروع “نور”.

ناميبيا.. مصادر طاقة شمسية قوية

تمتلك ناميبيا مصادر طاقة شمسية قوية، إلى جانب مشروع تطوير الممر الجنوبي، والذي سيساهم في تعزيز التصدير نحو الأسواق الأوروبية، وعلى الرغم من التزامها باستراتيجية الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، فإنها تواجه تحديات تتمثل في: نقص المياه، وبعد المسافة بين مواقع الإنتاج ومراكز الطلب.

ويعتبر مشروع “أو أند إل” أبرز مشروعات الهيدروجين الأخضر في ناميبيا، إذ أزاحت مجموعة “أو أند إل”، وشركة سي “إم بي تك” البريطانية، الستار عن مشروع هيدروجين في ناميبيا، خلال العام الماضي 2023، بقدرة تحليل كهربائي قدرها 4 ميغاواط.

جنوب أفريقيا.. موارد شمسية قوية وبعد جغرافي معاكس

على الرغم من تمتعها بموارد شمسية قوية، والتزامها بخريطة طريق واستراتيجية لتسويق الهيدروجين الأخضر في أفريقيا ومحليًا أيضًا، إلا أن جنوب افريقيا تواجه تحديات، من بينها، البعد الجغرافي عن مراكز الطلب، ما يؤثّر في الميزة التنافسية للتصدير، والقيود المالية الخانقة للاستثمارات، وكذلك ضعف شبكات النقل.

وتتواجد جنوب إفريقيا، في مجموعة معادن التي تؤدي دورًا في تقنيات تصنيع خلايا الوقود، وتعزز هذه الموارد بجهود بحثية ودعم حكومي لخريطة طريق الهيدروجين، حيث على جنوب إفريقيا تطوير البنية التحتية للغاز والكهرباء، وبحث كيفية إعادة تأهيلها لتعمل بموارد متجددة تُنتج الهيدروجين الأخضر.

ويعتبر مشروع منجم موغالاكوينا، أبرز مشروعات الهيدروجين الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا، إذ أعلنت شركة أنغلوأميركان، أكبر منتج بلاتين في العالم، عام 2022، تطويرها مشروع للهيدروجين الأخضر بقدرة تحليل كهربائي تُنتج 3 آلاف و500 طن سنويًا، إلى جانب مشروعي ساسولبورغ، وكويغا في خليج نيلسون مانديلا للأمونيا الخضراء.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *