الدبلوماسية الملكية توحد دول الساحل في مواجهة تهديد “فاغنر”

اجتمع وزراء خارجية المغرب والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد، نهاية الأسبوع الماضي، في مراكش، لدراسة وصول بلدان الساحل هذه، التي تمر بأزمة سياسية وأمنية واجتماعية، إلى المحيط الأطلسي من خلال توطيد التعاون الاقتصادي والمؤسسي.

فتح الواجهة الأطلسية أمام العمق الإفريقي

تأتي هذه المبادرة، من خلال إعلان أصدره الملك محمد السادس في خطابه، نونبر الماضي، بهدف تعزيز وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، كإجراء لحل المشاكل والصعوبات التي تواجهها هذه البلدان وتفضيل ترابطها الإقليمي في مواجهة عدم الاستقرار، الذي تفاقم بسبب التدخل الروسي لمجموعة المرتزقة “فاغنر”، التي تستخدم القوة بشكل عشوائي وتسببت في العديد من الانقلابات والاضطرابات الأمنية.

كما شكر وزراء بلدان الساحل، على هامش هذا الاجتماع، المغرب والملك محمد السادس على مبادرتهما، التي وصفوها بأنها “دليل على التضامن”، وأعربوا عن استعدادهم للعمل على تنفيذ هذا المشروع في القريب العاجل.

أزمة أمنية خطيرة

مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهي دول تعاني من أزمة أمنية خطيرة مع تصعيد الهجمات الجهادية والتطرف الإسلامي، تحكمها النزاعات العسكرية الانقلابية، مما جعلها تعيش حالة من العزلة وتحافظ على توتر دبلوماسي مع بيئتها الإقليمية، وتحديدا أعضاء الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، الذين يطالبون بالعودة إلى النظام الدستوري في دولتين منها.

كما تعيش البلدان المجاورة الثلاثة أيضا أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع فرنسا، المستعمر السابق، التي اضطرت مؤخرا إلى سحب قواتها العسكرية المنتشرة في منطقة الساحل على مدى العقد الماضي لمكافحة الإرهاب، معللة ذلك بعدم ارتياحها إزاء الانقلابات في هذه البلدان، غير أن السبب الرئيسي كان عائدا لضغوط هذه الدول، واتجاهها لاتخاذ خطوات تصعيدية انتهت بطرد قوات ماكرون في نهاية المطاف.

وفي خطابه خلال اجتماع مراكش، انتقد وزير الخارجية النيجيري، بكاري ياو سانجاري، العديد من الشركاء، بما في ذلك فرنسا، معللاً ذلك بعدم “فهمهم إرادة شعبنا في أخذ مصيره بيده”، وشكر مالي وبوركينا فاسو على “دعمهما للسلطات الانتقالية في وقت من الوحدة الكبيرة”.

كما شكر سانغاري قرار المغرب “دعم النيجر وشعبها دون ضجة” ووصف المملكة بأنها “صديق حقيقي”.

الجزائر والبوليساريو يحصدان الخيبات

هذا التقارب لم يرق دون شك الجارة الشرقية الجزائر، التي كانت تحاول منذ عقود الهيمنة على دول الساحل هذه، كما هو الحال بالنسبة لصنيعتها “البوليساريو”، التي عبرت عن “خيبتها” وعدم ارتياحها من المبادرة الملكية، وهو أمر معتاد دأبت جبهة غالي على تكريره.

البوليساريو، وفي خرجة إعلامية جديدة على لسان المكلف بالإعلام داخل ما تعتبره “سفارتها” بالجزائر، اعتبرت هذه المبادرة، “استفزازاً” جديداً يهدف إلى  التأثير على نجاحات المقاربات الجزائرية في الساحل، حسب قولها، منددة في الوقت ذاته بهذا المبادرة، التي قالت إنها “لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *