نقل إدارة المجال الجوي للصحراء إلى المغرب.. رعب الانفصاليين وحسم الموقف الإسباني

في الوقت الذي يواصل المغرب حصد نجاحاتها وانتصاراتها، خصوصا فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، يزداد الرعب عند زعماء الحركة الانفصالية “البوليساريو”، وأعداء المغرب ووحدته الترابية، خصوصا بعد انتشار أنباء عزم إسبانيا، المستعمر السابق، تسليم المغرب إدارة المجال الجوي للصحراء.

وخلف هذا القرار، الذي يؤكد الموقف الإسباني الداعم لمغربية الصحراء، الهلع في نفس زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي المتورط في قضايا تعذيب واغتصاب صحراويات، ما دفعه إلى مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بخصوص ما نقلته وسائل الإعلام المختلفة حول العرض الذي قدمه رئيس الحكومة الإسبانية خلال زيارته الأخيرة إلى الرباط حول نقل إدارة المجال الجوي للصحراء للمغرب.

حسم ميداني للنزاع المفتعل

ولمناقشة الأبعاد الإيجابية لهذا القرار، خصوصا فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية الذي أخد مسارا متطورا على كافة الأصعدة، أكد سالم عبد الفتاح الباحث في مجال العلاقات الدولية، ومهتم بملف الصحراء أن “عزم إسبانيا نقل إدارة المجال الجوي للصحراء إلى المغرب، يشكل رعبا كبيرا بالنسبة للمشروع الانفصالي، على اعتبار أن هذه الخطوة تشكل الحسم الميداني الحقيقي لهذا النزاع المفتعل”.

وأشار الباحث في مجال العلاقات الدولية في تصريح لـ”بلادنا24” أن “موقف إسبانيا يتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة لمسار هذا النزاع، كونها المستعمر السابق للإقليم وموقفها يحظى بأهمية بالغة لدى مختلف المتدخلين الدوليين والمهتميين بهذا الملف”.

شراكات اقتصادية متعددة

وأكد المتحدث ذاته، أن “هذه الخطوة تأتي في سياق تغير الموقف الإسباني لصالح دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وكذلك في سياق الاعتراف الإسباني الكامل بالسيادة المغربية على صحرائه، وينسجم أيضا مع توطيد العلاقات الثنائية التي باتت تجمع المغرب وجارته الإسبانية، والتي تشمل مختلف المجالات الاستثمارية والتجارية والأمنية والعسكرية”، مسجلا أن “مدريد باتت الشريك التجاري الأول بالنسبة للرباط في حين المملكة تشكل المورد الثالت لإسبانيا وخارج الإتحاد الأوروبي بعد كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية”.

وتشكل طبيعة هذه العلاقات الوطيدة، والشراكات الهامة التي تجمع ما بين الجانبين، يضيف المهتم بملف الصحراء، “اعترافا عمليا وضمنيا بالسيادة المغربية على الصحراء، كون أن كل هذه الاتفاقات، تشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة بما في ذلك مواضيع هامة وحساسة من قبيل التنسيق الأمني ومكافحة الهجرة السرية، الأمر الذي سيساهم في حل بعض الخلافات الثنائية ما بين الرباط ومدريد، خاصة في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية، لا سيما تلك المتعلقة بسواحل الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية”.

ابتزار سياسي وصمود مدريد

وأكد سالم عبد الفتاح، أنه “رغم الضغوط السياسية، صمد الموقف الإسباني الداعم للمغرب أمام محاولات ابتزاز هائلة عكف عليها خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية، حيث حاولوا بداية الأمر التهديد بقطع إمداد الغاز على إسبانيا في فترة حساسة شهدت نذرة في إمداداتها من المادة الحيوية، ومجمل بلدان الاتحاد الأوروبي، فضلا عن إعلان منع توطين رؤوس الأموال الإسبانية في الجزائر، إلى جانب تحويل هذه الأخيرة وجهات عقود إمدادات الغاز الخاصة بالاتحاد الأوروبي من مدريد إلى روما الإيطالية”.

وعلى الرغم من كل هذه المعيقات، أبانت مدريد على مواقفها التابثة لمبادرة الحكم الذاتي، حيث اعتبر الباحث في مجال العلاقات الدولية، أن “التطورات التي يشهدها ملف الصحراء، وانسجام مدريد مع الرعية الدولية ومع الدعم الدولي الذي باتت تحظى به المملكة لا سيما وأن قرارات مجلس الأمن الدولي أصبح يشيد بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي والتي يصفها بالجدية والمصداقية وذات الأولوية، ساهمت في تمسك الجارة الشمالية للمغرب بمقفها الداعم لمغربية الصحراء”.

محاصرة الطرح الانفصالي

وخلق قرار نقل إدارة المجال الجوي للصحراء إلى المغرب، مرض وتوجس داعمي الانفصال، حيث أكد المهتم بملف الصحراء، أن “إسبانيا كانت تشكل حاضنا بالنسبة للمنظمات القريبة من خصوم المغرب ولوحدته الترابية، خصوصا في أوساط الأحزاب الانفصالية، ذات التوجهات اليمينية المتطرفة واليسارية الراديكالية، لكنها فضلت افتضاح الطبيعة الإجرامية للجبهة الانفصالية، وتسخير الأنترنيت والإعلام للكشف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تشهدها مخيمات تندوف”.

وأشار سالم عبد الفتاح الباحث في مجال العلاقات الدولية، أن “المجتمع المدني الإسباني كتشف زيف الدعاية الإنفصالية والطبيعة الإجرامية للمشروع الإنفصالي، وبالتالي محاصرته داخل الساحة السياسية والمدنية الإسبانية”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *