العلاقات بين الرباط ومدريد تغضب البوليساريو من الإعلام الإسباني

في خضم التطورات السياسية والدبلوماسية الحالية، والتقارب بين الرباط ومدريد، ركزت جبهة البوليساريو الانفصالية انتباه وسائل الإعلام التابعة لها على الغياب البارز لقضية الصحراء في حوارات رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.

البوليساريو غاضبة من الصحافة وسانشيز

واعتبرت الوسائل التابعة للجبهة الانفصالية، أن هذا الصمت يُشكل “إهمالًا واضحًا لقضيتها”، مما أثار اتهامات بالتواطؤ بين الصحافة الإسبانية وسانشيز.

وبالرغم من تنويهات جبهة البوليساريو الانفصالية، بأن بيدرو سانشيز تحدث في حوارات متعددة عن قضايا عديدة، بما في ذلك القضية الفلسطينية، إلا أنه لم يُسأل بشكل صريح عن الصحراء. هذا السلوك أثار انتقادات حادة وتساؤلات حول دوافع هذا الغياب الإعلامي، أمام نظرية المؤامرة التي لطالما تتبناها الجبهة الانفصالية، وكون الإعلام يخدم أجندات المغرب.

وفي سياق متصل، خاطب عبد الله العربي، ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية في مدريد، طلبًا إلى بيدرو سانشيز لتغيير موقفه المُعلن سابقًا بدعم الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في قضية الصحراء.

ونقلا عن تصريحات الانفصالي العربي، يجب على الرئيس الاسباني، بيدرو سانشيز التراجع عن هذا الموقف الداعم للمغرب، الذي أثار غضب البوليساريو، ولقي تنويها غربيا والعودة إلى موقف الحياد.

فشل البوليساريو أمام العلاقات المغربية الاسبانية

وعلى الرغم من هذه الضغوط، يرى مراقبون أن هذه المطالب تتعارض مع تصريحات ومواقف البوليساريو السابقة، خاصة مع تحسن العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وتقدمهما في مجالات مختلفة.

ويعتبر الكثيرون أن هذه المحاولات تكشف عن فشل البوليساريو في تحقيق أهدافها في إسبانيا، وتعكس تقاعس الدعم الجزائري لها، خاصة بعد استعادة العلاقات بين الجزائر وإسبانيا.

في الوقت الذي يتطلع فيه البوليساريو إلى تغيير موقف سانشيز، يظل السؤال مطروحًا حول مدى وجود أسباب واضحة تستدعي تحولًا في هذا الموقف، خاصة وأن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد تقدمًا مستمرًا ويُنتظر أن تكون لها تأثير إيجابي على العديد من القضايا، بما في ذلك القضية الصحراوية.

تجديد الدعم الاسباني لمغربية الصحراء

وجدد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون لمملكة إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الخميس بالرباط، التأكيد على موقف بلاده من قضية الصحراء المغربية.

وأكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية، خلال ندوة صحفية مشتركة بالرباط عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أن “موقف إسبانيا المتعلق بقضية الصحراء لم يتغير، وهو الموقف الذي سبق التعبير عنه في الإعلان المشترك الذي تمت المصادقة عليه في 7 أبريل 2022، والإعلان الذي توج الدورة 12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب – إسبانيا المنعقد في فبراير 2023”.

يذكر أن الإعلان المشترك المصادق عليه في 7 أبريل 2022، خلال اللقاء بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، ينص على أن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تم تقديمها سنة 2007 الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لتسوية هذا النزاع”.

وتعترف مدريد بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وكذا بالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب، في إطار الأمم المتحدة، لإيجاد حل مقبول من قبل الأطراف.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *