أميمة حدري رغم إجراءات الحكومة المتواصلة لمحاصرة الارتفاعات، إلا أن أسعار اللحوم الحمراء مازالت تواصل ارتفاعها.
ومع اقتراب شهر رمضان الكريم، تتزايد آمال المواطنين في انخفاض أسعار اللحوم الحمراء، بعد أن باتت موجة الغلاء سمة تطارد المغاربة، ليصبح بذلك الحديث عن ارتفاع أسعار هذه المادة الحيوانية موضوعا شبه يومي في مواقع التواصل الاجتماعي وفي النقاشات العامة.
كما أن جل المغاربة يشتكون من ارتفاع أسعار لحوم البقر والغنم، ويتساءلون كيف لها أن تكون بهذا المستوى، خاصة وأن الحكومة كانت قد قدمت دعما ماديا مباشرا بقيمة 500 درهم للمستوردين وألغت رسوم الاستيراد.
هشام جوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء، أكد لـ”بلادنا24” أن “أسعار اللحوم الحمراء ستعرف ارتفاعا صاروخيا خلال شهر رمضان الكريم”، مشيرا إلى أنه “إذا استمر الوضع على هذا الحال فستصل أسعار اللحوم إلى 110 درهم للكيلوغرام الواحد”.
وأبرز ذات المتحدث، أن “تأثير إيقاف الدعم الاستثنائي لقطاع المواشي، أثر بشكل سلبي على أسعار اللحوم الحمراء”، لافتا إلى أن “ثمن لحم الغنم داخل المجازر الآن يتراوح بين 100 إلى 106 دراهم، بينما يصل الثمن في محلات التقسيط إلى 120 درهم”.
في هذا الصدد، أضاف جوابري في تصريحه أن “خطة الحكومة لاستراد الأبقام والأغنام من الخارج، لسد الخصاص المسجل على الصعيد الوطني، لم تعطي أكلها للمواطن المغربي، بقدر ما أعطته للمهنيين، إذ أنها ساهمت في الحد من ارتفاع الأسعار واستقرارها في حدود 70 و72 درهم بالنسبة للحم البقري، وبين 85 و90 بالنسبة “الغنمي”. مؤكدا أنه إذا تم وقف الدعم، ستسجل أسعار اللحوم ارتفاعا ملحوظا كل أسبوع”.
وردا على سؤال كيفية ضبط أسعار اللحوم الحمراء وحكاية القدرة الشرائية للمواطنين خصوصا في ظل ارتفاع عدة مواد استهلاكية بالأساس، أفاد المصدر ذاته أنه “لابد من ترك باب الاستيراد مفتوح، وكذا الإعفاء من الضرائب، بالموازاة مع العمل على إنعاش القطيع المحلي”.
في هذا السياق، طالب الكاتب الجهوي بدعم حقيقي للأعلاف والخفض من أثمانها، مشيرا إلى أن “ثمن التبن اليوم قفز إلى 40 درهم، بعدما كان ثمنه سابقا لا يتعدى 15 درهم، وهو الأمر الذي سينعكس إيجابا على الكساب والقطيع المغربي”.
وفي خضم حديثه عن عوامل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب، شدد المتحدث ذاته على أن “توالي سنوات الجفاف التي عرفها المغرب، لعبت دورا كبيرا في هذه الزيادات، مؤكدا على أن تفاقم معاناة الكسابة، تزيد مع قلة الساقطات المطرية”.
وطالب الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء الوزارة الوصية على القطاع، بـ”ضرورة إحداث لجان دائمة مكلفة بتتبع الأسعار ومراقبة الأثمان طيلة السنة، مؤكدا على أنه من الخطأ قيام هذه اللجان بتفقد الأثمان بمجرد اقتراب شهر رمضان”.
