هل تعيد الأمطار المرتقبة الأمل في نفوس الفلاحين؟

من المرتقب أن تعرف مختلف المناطق المغربية، هطول أمطار الخير، وذلك ابتداء من الخميس وإلى غاية يوم السبت المقبل، ما من شأنه أن يخلق نوعا من التفاؤل، ويعيد الأمل في نفوس الفلاحين الذين تكبدوا خسائر عديدة، خلال هذه السنة، بفعل شح الأمطار والجفاف الذي تعيش على وقعه المملكة منذ قرابة 6 سنوات.

إنعاش الأرض والفلاح

موسم فلاحي ليس كباقي المواسم السابقة، يقول محمد فلاح تقليدي باقليم تازة، مؤكدا “الموسم الفلاحي كان مختلفا نوعا ما عن باقي المواسيم الأخرى، بسبب قلة التساقطات المطرية، التي عرفتها المملكة، والتي أدت إلى أزمة مياه كبيرة’’.

ويضيف المتحدث ذاته، في حديث لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الأمطار المرتقبة من شأنها أن تعيد نوعا من الأمل والفرح في نفوس الفلاح الصغير، الذي أخذ العديد من القروض لكي يقوم بعملية الحرث منتظرا موسم الحصاد من أجل إعادة ما اقترض’’.

وعن تأثير التساقطات على أسعار الخضر والفواكه، أكد محمد أنها ’’ستحافظ على أسعار مجموعة من المنتوجات الفلاحية، التي شهدت حاليا أثمنتها انخفاضا ملحوظا، كما ستعمل على توفر أخرى بكثرة مثل القمح والشعير والخضروات’’.

وبخصوص أسعار المواشي، سجل المتحدث ذاته، أن ’’التساقطات المطرية المرتقبة، من شأنها أن تعمل على التخفيض من أثمنة المواشي بفعل توفر الكلأ’’.

إنقاذ الموسم الفلاحي

ومن جانبه، قال محمد بولمان، دكتور في الكيمياء البيئية ومنسق اللجنة الفلاحة المستدامة والأمن الغذائي بالائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، أن ’’التساقطات المطرية لشهر فبراير في عام استثنائي، حيث نرى من خلاله الناس تسقي في فصل الشتاء وعلى طول السنة، سيكون لها وقع جد إيجابي في إنقاذ الموسم الفلاحي’’، مشيرا إلى أن ’’الدولة قامت خلال هذه السنة والسنوات التي قبلها بالعديد من المخططات الاستعجالية في الشق الفلاحي’’.

وأكد الخبير البيئي، في تصريح لـ’’بلادنا24’’ أن ’’الأمطار المرتقبة، لها نفع كبير على الفلاح خاصة المزروعات المتأخرة والربيعية والأشجار المثمرة التي ستعمل على إنقاذ الموسم الفلاحي، كما ستمكن من توفير مياه الشرب للماشية والكلأ، مما سيمنع الفلاح من بيع ماشيته بأثمنة منخفضة’’.

وأضاف بولمان، أن’’أكثر المستفدين حاليا، هم سكان البوادي المرتبطين ارتباطا وثيقا بالفلاحة’’، معتبرا أن ’’هذه الأمطار ستوفر الكلأ وستخفف من الضغظ الذي يمارس على الغابة من رعي وتقطيع الأشجار، كما ستعمل على تلطيف الجو وتنقية الهواء من خلال غسل الأشجار، إلى جانب تقليل  الأمطار لمجموعة من المشاكل التي يعيشها الفلاح’’.

تخفيف القرارات الاحترازية

كما سجل محمد بولمان أن “التساقطات المطرية المرتقبة، من شأنها  التخفيف على المياه خاصة مع قرارات الداخلية المتمثلة في إغلاق الحمامات ومحلات غسل السيارات، كما ستوفر أيضا مياه الشرب’’.

وأشار إلى ’’التدبير المحكم للمياه، الذي يجب أن يرافق هذه التساقطات’’، مؤكدا أنه ’’في حالة العكس ستستمر الأزمة وهو الشيء الذي لا نريده’’، مضيفا أن ’’السدود ستنتعش خاصة مع التساقطات الثلجيىة التي ستعرفها القمم الجبلية، وما لها من تأثير جد مهم بالنسبة لتغذية الفرشة المائية وإحياء العيون التي جفت’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *