حركات: تصوير موائد الإفطار بمواقع التواصل استفزاز لمشاعر الفقراء

للوهلة الأولى، تبدو صور موائد الإفطار الرمضانية ووضعها في وسائل التواصل الاجتماعي، أمرا بسيطا وحرية شخصية، لكنه يخلف امتعاضا شديدا لدى فئة واسعة من المواطنين، معتبرين أن هذا الأمر يؤدي إلى سلبيات نفسية.

استهتار بمشاعر الفقراء

في هذا الإطار، وصف أبو بكر حركات، نشر صور لموائد إفطار رمضانية على مواقع التواصل الاجتماعي بـ”الاستهتار”، معتبرا أن هذا السلوك لا معنى له، وشبيه بـ”روتيني اليومي”.

وتساءل حركات في تصريح لـ”بلادنا24” عن الغاية والمقصود من نشر صور لمثل تلك الموائد الرمضانية على منصات التواصل، معتبرا أن هذه الأخيرة زرعت في بعض الناس ما يسمى بـ”حب التباهي والاستعراض”.

وقال حركات في تصريحه، إن “نشر صور الموائد الرمضانية على مواقع التواصل الاجتماعي، غير لائق من الناحية الأخلاقية، ويتنافى مع روحانية ومعزى هذا الشهر الفضيل، لأن هذا الشهر الفضيل جاء للعبادة والتكفير عن الذنوب”.

وشدد المحلل الاجتماعي على “ضرورة احترام ومراعاة مشاعر هذه الفئة، التي لا تستطيع توفير مثل تلك الموائد”. مشيرا إلى أن “هناك فئة تستهلك ذاك القدر من المأكولات في يوم واحد، بينما هناك فئة أخرى تستهلك نفس القدر من الأكل في مدة شهر أو أكثر”.

شعور بالظلم والحرمان

كما لفت المتحدث ذاته، إلى أن “مشاركة موائد الإفطار، على منصات التواصل له آثار نفسية، إذ تشعر تلك الفئة بالظلم الاجتماعي والحرمان والدونية، ناهيك عن إحساسهم بالفارق الاجتماعي والاقتصادي، نظرا لعجزهم على تحقيق الحد الأدنى من مستويات الحياة الكريمة”.

من جهة أخرى، أشار حركات إلى أن “هذه الممارسات تخلق نوعا من الصراع بين فئتين، الأولى تشعر بما سماه “الحكرة”، نظرا لكون تلك الصور بمثابة استفزاز لمشاعرها، وبين أخرى تشعر بالانتصار والثورة”.

هذا الإحساس بالحرمان، يضيف ذات المتحدث، “تدفع شريحة عريضة من أفراد الأسر الفقيرة، إلى ارتكاب سلوكيات محظورة، على رأسها السرقة والعنف، والتطرف الديني، لكون مثل هذه الأفعال، تتنافى مع القيم الإسلامية، التي تدعو إلى التضامن دون أي رياء أو افتخار”.

أثر مواقع التواصل

من ناحية ثانية، وضع حركات دوافع هذه الظاهرة تحت المجهر قائلا: “غالبية المغاربة يعتقدون أن رمضان كريم، في الأكل وإعداد مائدة بشكل معين بها كل ما لذ وطاب، لكن على العكس تماما، رمضان كريم بالعبادة والتطهير الروحي والسلوكي”.

في ذات الصدد، أشار ذات المتحدث إلى أن “منصات التواصل الاجتماعي، خلقت حالة من التنافس الكبير بين الموائد الرمضانية، خاصة حينما تظهر تحت كل مشاركة عدد الإعجابات بها”.

إلى ذلك، شدد المحلل الاجتماعي على أن هذه “السلوكيات تخلق صراعا بين الوالدين والأبناء، الذين يرغبون في نفس المأكولات والمشروبات، التي يتم مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي”. هذه الأخيرة يضيف ذات المتحدث، تخلق فتنة بين أفراد الأسرة من جهة  والمجتمع من جهة أخرى”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *