المغرب وفرنسا يستكملان دينامية الشراكة.. وباريس تحدد تاريخاً لزيارة ماكرون

استكمالاً لدينامية الشراكة بين باريس والرباط، واستمراراً لمسلسل إذابة الجليد بين الشريكين الاستراتيجيين، يرتقب أن تبدأ زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الرباط، في شهر شتنبر المقبل، وذلك بسبب ازدحام أجندة هذا الأخير، التي تتصدرها الانتخابات الأوروبية، والاستعدادات لدورة الألعاب الأولمبية في باريس، وفقاً لما كشفت عنه مصادر دبلوماسية، قالت إن الموعد المحدد المتوقع في الخريف القادم، سيتم تحديده بمجرد إضفاء الطابع الرسمي على الزيارة المرتقبة.

هذا الخبر المعلن، لم يكن مفاجئاً في نظر متتبعين ومراقبين، قالوا إن ذلك كان منتظراً في ظل تصاعد أخبار متطابقة تتحدث عن “وجود ظروف مواتية لقيام ماكرون بزيارة إلى المملكة المغربية، خاصة في ظل تعيين السفيرة سميرة سيطايل في باريس، والإشارات الإيجابية التي بعثها سفير فرنسا بالرباط، كريستوف لوكورتيي، في الإعلام الرسمي المغربي، فضلاً عن الزيارات المتكررة التي قام بها مسؤولون فرنسيون بارزون للمغرب”.

ويشار في هذا الصدد، إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، بقيت معلقة منذ عام 2022، حينما صرح وقتها بـ”قرب حلوله بالرباط في أكتوبر من السنة نفسها”. لكن استمرار أزمة التأشيرات لسنة 2021، وما رافقها من برود دبلوماسي استمر مدة ليست بالقصيرة، حال دون تحقيق ذلك.

وتعيش علاقات البلدين، وفقاً لمراقبين، على وقع مؤشرات إيجابية عجلت بتحديد زيارة رسمية للرئيس الفرنسي، منها عودة منصب سفير الرباط بباريس، والزيارة التي قام بها مسؤولون بارزون من البلدين، تخللتها زيارة أول مسؤول مغربي إلى العاصمة الفرنسية منذ القطيعة، وتعلق الأمر بوزير الخارجية، ناصر بوريطة، بعدما دعاه سيجورني، خلال لقاء معه بالرباط إلى زيارة باريس، عقب تحدث الجانبان عن الفرص الاقتصادية التي تجمع البلدين، وهو ما دفع باريس، على لسان وزير تجارتها الخارجية، فرانك ريستر، إلى إعلان عزمها وضع استثمارات بالصحراء المغربية.

كما تعتبر زيارة بوريطة، التي جاءت مباشرة بعد ظهور الاعتراف الاقتصادي الفرنسي، كتحضير لملفات لقاء ماكرون بالملك محمد السادس، والحسم بين قائدي البلدين في مسألة الاعتراف السياسي بالسيادة المغربية على الصحراء، عبر الزيارة التي سيكون الإعداد لتاريخها المحدد، عبر زيارة ثانية لوزير الخارجية سيجورني، إلى العاصمة الرباط، وهو ما سيضفي عليها الطابع الرسمي”.

وعلى صعيد آخر، كشفت مصادر إعلامية فرنسية، أمس الخميس، أن وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، يعتزم القيام بزيارة عمل رسمية إلى المغرب، يوم الأحد 21 أبريل الجاري، حيث من المرتقب أن تستغرق الزيارة مدة ثلاثة أيام.

ويشار إلى أن العلاقات المغربية الفرنسية، أعادت دفئها واستقرارها، من خلال عزم البلدين، طي صفحة أزمة دبلوماسية طبعتها خلال الأعوام الأخيرة، وذلك من خلال إعلان مضيهما قدما نحو إقامة شراكة “استثنائية” متجددة، على أساس الاحترام المتبادل بينهما.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *