“Pain Hustlers” يعري عالم صناعة الأدوية والإتجار في المآسي

يبدأ فيلم “Pain Hustlers” لمخرجه دافيد ياتيس بسرد حياة ليزا دريك التي تجسد دورها إميلي بلانت، وهي أم عازبة ويائسة تعمل كراقصة في ملهى ليلي، وتحاول جاهدة أن توفر أقل مقومات الحياة الكريمة لإبنتها كي لا تضطر أن ترسلها للعيش مع والدها، وتحصل ليزا بالصدفة على فرصة عمل كمندوبة مبيعات في إحدى شركات الأدوية مما يقلب موازين حياتها ويحقق لها أكثر ما كانت تتوقع.

استمد الفيلم الدرامي الذي ألفه ديفيد ييتس، عنوانه من مندوبي المبيعات الذين يتجاوزون الحدود القانونية والأخلاقية في عملهم، ويلتزمون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة. بالنسبة لهؤلاء، الربح المالي وتحقيق أكبر عمولات هي الهدف الأسمى، متجاهلين بذلك أثر أفعالهم على الأخرين والقوانين التي يجب أن يلتزموا بها، فهم مستعدون للتضحية بالأخلاق والقيم من أجل تحقيق الأرباح.

تعيش ليزا دريك في توتر دائم بين الجشع والشعور بالذنب، وتتأرجح بين السيدة الطموحة التي نجحت في إنقاذ شركتها من الإفلاس، وبين الشخصية الساذجة التي تصدق بسهولة ما يروّج لها مصدقة بأن الدواء الذي تسعى لبيعه هو الأمان والحلا لجميع المرضى.

تبدو هذه الشخصية المعقدة والمتعددة الأوجه بوجهها الحقيقي عندما تصطدم بالجشع والأخلاقيات المشوهة للمجال الطبي، لتجد نفسها عالقة بين رغبتها في النجاح وحماية أخلاقيتها الشخصية، مما يجعل هذا التوتر يضفي عمقًا إضافيًا على القصة ويجعل المشاهد يتساءل عن مصير هذه الشخصية المعقدة في نهاية المطاف.

الجزء المرعب من شركات الأدوية.. الأطباء.. ومندوبوا المبيعات

وكانت الشخصيات الأكثر رعباً في الفيلم هم الأطباء، الذين نجح الفيلم في تسليط الضوء على الجانب المظلم لمن يكتبون منهم وصفات غير قانونية بدون أي شعور بالذنب طالما أن هناك ربح مادي مهم سيعود من خلاه هذا الفعل.

يتخلل الفيلم السينمائي فيلم آخر وثائقي بالأبيض والأسود، يتحدث فيه العاملون بشركة الأدوية عن العقار الذي صنع لأول مرة للإستخدام عند مرضى السرطان ليتحول بعدها إلى مسكن علاج جميع أنواع الآلام عند جميع المرضى من أجل مزيد استقطاب مزيد من الأطباء والأرباح المالية، يظهر الفيلم جشع شركات الأودية من خلال عبارة تتردد في الفيلم وهي ” الألم هو الألم” أي مهما كان نوعه ومصدره.

وتسلط القصة الضوء أيضًا على الجشع الذي يمكن أن يسيطر على مندوبي المبيعات الذين يروّجون لهذه الأدوية، تُظهر الصور السلبية حول كيفية استخدام بعض المندوبين طرقًا غير أخلاقية وقانونية لزيادة المبيعات وزيادة عمولاتهم الشخصية، يسعى بعضهم إلى تحقيق الأرباح بأي وسيلة ممكنة دون مراعاة تأثيرها على المرضى أو الأخلاقيات الطبية.

يقترب الفيلم في إحدى مشاهده من أن يصبح نسخة من و”ذئب وول ستريت” لبطله ليوناردو ديكابريو، لكن اللغة السينمائية للمخرج اختلفت في “Pain Hustlers” من حيث الابتعاد عن اللقطات الحميمة بكثرة، أو الإفراط في مشاهد فساد الرأسمالية.

يمتلئ الفيلم بتوتر شديد ومشاهد مثيرة تكشف عن الصراع بين القيم الأخلاقية والرغبة في تحقيق الربح، ويعكس كيف يمكن للجشع أن يؤدي إلى سوء السلوك والأخطاء الطبية دون مراعات لتعريض حياة المرضى إلى الخطر .

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *