“سيدنا رمضان”.. مدرسة روحية واحدة وطقوس وأجواء مختلفة

لا تستقيم الأجواء الرمضانية بجميع ربوع المملكة، دون أداء صلاة التراويح، والذكر والتقرب من الله، ولا تخلو الشوارع المغربية من المصلين المتجهين للمساجد والمصليات المكتظة بالأفراد، قد تختلف طقوس سيدنا رمضان من مدينة لأخرى، غير أن مدرسته الروحية توحد الجميع.

رمضان مدرسة روحية موحدة

بهذا المسجد أو ذاك، يرتفع صوت التهليل والابتهال، ويزداد الذكر الحكيم، قراءة عذبة وخاشعة لأئمة الصلوات، مساجد ممتلئة بالمصلين، وباحات مفترشة بالحصائر ليبسط مئات المصلين عليها سجاداتهم، قبل العشاء بساعة، لسماع الموعظة اليومية والاستعدادا لأداء ركيزة دينية مهمة.

منذ عدة سنوات، يحرص سفيان القاطن بمدينة فاس، على أداء صلاة التراويح بمسجد القرويين، الغير بعيد على منزل إقامته ومحله التجاري، يقول المتحدث في حديث لـ’’بلادنا24’’، ’’أتناول وجبة الفطور في أجواء عائلية بامتياز، وأتوجه رفقة والدي ماشيا على الأقدام في أزقة مدينة فاس العتيقة فالأجواء الروحانية جد مشجعة، ورائحة البخور الفائحة من منازل فاس البالي تدفعني للالتزام منذ عدة سنوات بأداء صلاة التراويح’’.

يؤكد سفيان، على أنه يكتفي بالقليل من الأكل خلال هذا الشهر، لينطلق بعد ذلك في اتجاه المسجد ويحجز له مكانا بين المصليين في الصفوف الأولى’’، مضيفا على أنه  ’’رغم أن المائدة الرمضانية تحتوي على ما لذ وطاب غير أن الاسراع لأداء الصلاة وسماع ترتيل القرأن الكريم أمر مهم وجد ضروري’’.

طقوس وعادات رمضانية مختلفة

وعن العادات والطقوس الرمضانية، بالعاصمة العلمية، قال المتحدث ذاته، أن ’’فاس تنفرد بتقاليد مميزة عن باقي المدن المغربية والحواضر العربية فالحلويات الفاسية الأندلسية التي تشتهر بها المدينة، وتنفرد بها المائدة الفاسية مثل بريوات و الرغيفة بالعسل وكريوش وغريبة البهلة والفقاص وكعب لغزال، لا يمكن للفاسيين التخلي عنها خلال سيدنا رمضان’’.

وأضاف سفيان، على أنه من ’’العادات الفاسية المهمة خلال شهر رمضان، زيارة الأهل والأحباب في مساء اليوم الأول من الشهر الفضيل من أجل تبادل التهاني والتبريكات’’.

وسجل المتحدث ذاته، على أنه ’’خلال اليوم الثاني من رمضان يقوم الفاسيون، بتوافدهم على مجلس كبير الأسرة، لتناول وجبة الفطور معه    وتستمر هذه الحالة لأيام من شهر رمضان وقد تمتد إلى معظم أيام الشهر’’.

ولا تختلف طقوس سيدنا رمضان، كثيرا في شمال المملكة، عن العاصمة العلمية لها، فعروس الشمال طنجة، لها طقوس معينة وتقاليد غنية فالطنجاويون مرتبطون ومتمسكون بتقاليدهم وعاداتهم الغنية.

وأنت تتجول بالمدينة القديمة لطنجة، تقول أسماء في حديث لـ’’بلادنا24’’، تشدك رائحة الحلويات، والأكل المغربي، تلك الرائحة الفائحة من مختلف المنازل المغربية’’.

وعن مائدة الإفطار الطنجاوية، أكدت المتحدثة ذاتها، على أنها ’’لا تخلو من طبق البيصارة، حيث يحرص سكان مدينة البوغاز، على إعداده وتواجده بالمائدة الرمضانية، إلى جانب طبق السمك، والشاي بالنعناع، بالإضافة إلى حلويات التمر التي لا بد من تواجدها على مائدة الإفطار بطنجة’’.

وسجلت المتحدثة، على أن ’’أهل طنجة، يكثفون من زياراتهم لأقاربهم وأهلهم، كما يشكل رمضان لديهم مناسبة لتقاسم وتبادل الأطباق اللذيذة حرصا من الأسر الطنجاوية على مشاركة الآخرين متعة الطبخ المحلي’’، مضيفة أن ’’أبواب البيوت القديمة بمدينة البوغاز تبقى مفتوحة لتوالي زيارات الجيران بعضهم لبعض’’.

وبخصوص الجانب الروحي، تؤكد أسماء على أن ’’مساجد المدينة، تعرف تدفقا كبيرا للمصلين المتوافدين على بيت الله،حيث تنظم قراءات جماعية للقرآن الكريم، كما يحيي الناس ليالي الذكر وطقوس المديح والسماع’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *