هوس الوزن الزائد.. رحلة البحث عن الجمال وسط أساليب خطرة وتجارة غير مشروعة

بينما كانت الجمالية ترتبط مع الرشاقة والقوام المتناسق، يشهد المجتمع اليوم تحولا غير مسبوق يُرى فيه أن الجمال والجسم المثالي يرتبطان بالوزن الزائد الذي يقترب من حدود السمنة، وأصبحت فئة كبيرة من النساء والفتيات يسعين بلا كلل نحو تحقيق أكثر وزن يمكن تحقيقه، بالرغم أن هذه الفكرة كانت في الماضي القريب تُعتبر عادات غير تقليدية ومرتبطة بشعوب ومناطق معينو فقط، إلا أنها أصبحت اليوم جزءًا لا يتجزأ من واقعنا الاجتماعي.

الهوس الزائد

اللافت للانتباه في ظاهرة هوس الفتيات والنساء بالوزن الزائد، هو الطرق التي يسلكنها للوصول إلى هدفهن، حيث أصبحت الفتيات يلجأن إلى طرق غير عقلانية غير مكترثين إلى المخاطر الصحة والعواقب الوخيمة المحتملة.

ومن بين الطرق المتعارف عليها لاكتساب أكثر كيلوغرامات ممكنة هو استهلاك مواد غير معروفة المصدر والمكونات، والتي يتم شراؤها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تلجأ الباحثات عن الوزن الزائد إلى استهلاك أدوية تحمل أعراضًا جانبية تشمل زيادة الوزن أو الانتفاخ، حيث يتناولنها دون استشارة طبية وبغرض تحقيق الزيادة الوزنية المرغوبة فقط، وتتضمن هذه الظاهرة أيضًا استخدام تحاميل أو ما يسمى بـ”قويلبات” منزلية الصنع ومجهولة المكونات، تباع أيضا إلكترونيا بدون مراقبة وتستهلك بدوع وعي.

وصفة صحراوية لتسمين الأرداف والمناطق الأنثوية / التحاميل الصحراوية أو الليك الصحراوي بأعشاب طبيعية✓ - YouTube

وحول ما يمكن أن تتسبب فيه هذه التحاميل الصحراوية التي تباع بشكل عشوائي، نشرت هسبريس عام 2017 خبر استقبال مصحة الهلال الأحمر في مدينة تطوان حالتين متفرقتين تعانيان من التهابات في منطقة المؤخرة، ناتجة عن استخدام مستحضرات غير معروفة المصدر، تهدف إلى تكبير الأرداف.

الحالتان تتعلقان بشابتين في أعمار 17 و21 عامًا على التوالي، وأكد أحد الأطباء الذين فحصوا الحالة أن المواد المستخدمة، والتي تأتي على شكل تحاميل أو قويلب، والمعروفة بالتحاميل الصحراوية قد تسببت في إحداث التهابات مختلفة في المستقيم، إضافة إلى آثار الجانبية تشمل عسر الهضم والإمساك وحتى حمى، ناتجة عن تعفتات.

اللحسة الصحراوية.. استغلال الوصفات التقليدية لتجارة مشبوهة

اللحسة الصحراوية كمثال أصبحت تُعد من أبرز هذه المواد التي يلجأ البعض إليها لتحقيق الوزن المرغوب، فهذه الأكلة أو الوصفة المشهورة في الجنوب المغربي، تتكون من اللوز، الكركاع، دروة الجمل، حلوة الناطا، كاوكاو، أنواع مختلفة من الشوكولا، الكثيرة، الزنجلان، حبة الحلاوة، والصوجا.

وبما أن اللحسة معروفة بسعراتها الحرارية المرتفعة لما تتضمنه من مكونات، أصبحت منشرة بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي من طرف أشخاص غير معروف مدى نظافة وسلامة المكان أو الوسائل التي قاموا بواسطتها صنع هذه الأكلة، لكن يبقى السؤال هل فعلا من يتاجرون بها يستخدمون نفس المواد المتعارف عليها، أم أن هناك مواد أخرى تضاف إليه لتحقيق نتيجة أسرع؟

اللحسة الصحراوية الطبيعية اللي كنخدم فلكموند بدون اي إضافات كضر بالصحة وداعا النحافة - YouTube

ترى أخصائية التغذية الدكتورة أسماء زريول أن ظاهرة هوس السيدات بالوزن الزائد انشرت بشكل كبير، ويرجع الأمر إلى انشار الإعلانات المروجة للمواد التي تزيد من الوزن والتي تدعي أنها مصنوعة من مواد طبيعية.

وتحذر الدكتورة أسماء زريول من استغلال البعض للوصفات التي نتوارثها أبا عن جد، كاللحسة الصحراوية وغيرها من الوصفات، وتوضح أنه يتم إعداد مواد شبيهة لها بمواد غير معروف مكوناتها، كما يمكن أن يتم خلطها مع الكورتيزون المعروف بفعاليته في نفخ الجسم.

تضيف زريول أن المواد التي يتم إعدادها لزيادة الوزن قد يتم الاستعمال فيها أيضا بديل الشوكولا والذي يكون مكون أساسا من مواد دهنية رخيصة الثمن وضعيفة في قيمتها الغذائية، وتتوفر أيضا على دهون متحولة.

وحول المخاطر الصحية تقول الدكتورة زريول في حديث لها مع “بلادنا24“،، أن كل هذه السلوكات تؤدي بالنهاية إلى مجموعة من المخاطر كالإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهشاشة العظام، والاصابة بارتفاع الدهون الثلاثية نتيجة تناول كل هذه المواد بكثرة.

البروتين لبناء الدهون بدل العضلات

تزداد الاتجاهات الخاطئة في هوس زيادة الوزن بين النساء والفتيات، حيث أصبحن يستهلكن مسحوق البروتين الذي عادة ما يستخدم لتعزيز نمو العضلات حيث يتم استهلاكه بعد التمارين الرياضية.

وعلى الرغم من أهمية مسحوق البروتين في تحسين الأداء الرياضي وتعزيز نمو العضلات، إلا أن استهلاكه يجب أن يتم بشكل متوازن مع نشاط رياضي مناسب، حيث أن الاستهلاك الزائد دون ممارسة الرياضة يمكن أن يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية بدون استفادة منها، مما يسهم في زيادة الوزن بشكل غير صحي.

عمليات تجارية غير مشروعة

ومع انتشار هوس زيادة الوزن بين الفتيات، يشهد الإقبال على المواد التي تعزز الزيادة الوزنية بكثرة، وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التجارة الإلكترونية مصدرًا رئيسيًا للحصول على هذه المنتجات، حيث يبيع العديد من التجار المتخصصين في مجال تعزيز زيادة الوزن مجموعة متنوعة من المنتجات، بدءًا من مكملات غذائية غير معروفة المصدر وانتهاءً بالأدوية التي يروج لها بشكل واسع لزيادة الوزن.

هذا الإقبال المتزايد على تلك المواد يفتح الباب أمام عمليات تجارية غير مشروعة، حيث يزداد عدد المتاجرين في هذه السلع ويروِّجون لها بشكل كبير، ويعزى هذا الظهور المتزايد للمتاجرين إلى الطلب المتزايد على هذه المنتجات من قبل الفتيات اللواتي يسعين لتحقيق معايير جمال ملتوية ومضغوطة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *