أخصائية في التغذية: الفطور الجماعي خلال رمضان يساعد على تجاوز اضطراب الأكل

تعاني فئة عريضة من الناس من اضطرابات الأكل، ما يجعل المصاب يتناول الطعام بشراهة أو يتجنبه، وهذا ما يترتب عنه صعوبة صيام أيام رمضان، وفقدانه للوزن في فترة قصيرة، ليصبح صيام يوم من أيام الشهر الفضيل، بمثابة تحديا لأولئك الذين يعانون من مرض اضطرابات الأكل.

اضطراب نفسي

في هذا الصدد، أوضحت الأخصائية في التغذية أسماء زريول أن “اضطراب الأكل هو مرض تصنيفه كمرض نفسي، يتسم بعادات غير طبيعية في تناول الطعام، كوسيلة للتعامل مع المشاعر، وهناك عدة أنواع من اضطراب الأكل”.

وأشارت زريول في تصريح لـ”بلادنا24” أن “هذه الأنواع يتم تشخيصها بمساعدة الطبيب المختص في أمراض الجهاز العصبي، وقبل بداية الأعراض يفضل إجراء تشخيص قبلي، عن طريق بعض الفحوصات الطبية”.

وأبرزت أسماء في تصريحها أن “العلامات الأولى لهذا المرض، تبدأ بالظهور في سن 13 فما فوق، وكل ما تم اكتشاف أعراضه الأولى وتشخيصه مبكرا، كلما كان التدخل أسهل، وكلل علاجه بالنحاج”.

في هذا السياق، أكدت ذات المتحدثة أن “صيام شهر رمضان، له تأثير على مرضى اضطراب الأكل، والذي يختلف من حالة إلى أخرى”. لافتة إلى أن “الأشخاص في حالة متقدمة من المرض، والذين يستخدمون أنبوب التغذية، لن يفيدهم الصيام بشيء”.

في المقابل، أوضحت زريول “أن الأشخاص في بداية ظهور الأعراض الأولى للمرض، يمكنهم الصيام تحت المراقبة، لضمان حصولهم في وقت الإفطار على ما يكفيهم من الأكل”. مشيرة إلى أن “الصيام لن يكون له نفس التأثير الإيجابي على كل المرضى، نظرا لاختلاف كل حالة على أخرى، وإمكانية الصيام، الطبيب المشرف على حالة المريض هو من يحددها”.

أدوية تحت إشراف طبي

من جهة أخرى، شددت المتحدثة ذاتها على أنه “لا يمكن تناول أدوية تحد من اضطراب الأكل أو فاتحة للشهية، إلا تحت إشراف الطبيب المشرف على الحالة المرضية”. موضحة أن “بالنسبة لمرض اضطراب الأكل، الطبيب يصف أدوية تؤثر على الجهاز العصبي بالدرجة الأولى على حسب الحالة”.

وأوضحت الأخصائية أنه “في هذه الحالة، يبرز دور طبيب التغذية، الذي يصف هو الآخر نظام غذائي يتلائم مع تلك الأدوية”. لافتة إلى أن “في الإفطار والسحور، يجب على مرضى اضطراب الأكل، تناول وجبات بمكونات صحية”.

في ذات الصدد، نصحت زريول “الأشخاص المصابين باضطراب الأكل، والذين يعانون أيضا من نقص في الوزن، بتناول وجبات تمد الجسم بالطاقة والحيوية بشكل صحي، والعكس صحيح بالنسبة للذين يعانون من زيادة الوزن”.

الأكل الجماعي

وشددت المتحدثة في معرض حديثها على أن “كل حالة مرضية، لها قائمة أغذية خاصة بها في رمضان، ولا يمكن أن تطبيق نفس النظام الغذائي على باقي الحالات”. موضحة أن “وجبات الفطور يجب التعجيل بها ووجبة السحور لا ينصح بالتخلي عنها”.

إلى ذلك، جددت أخصائية التغذية التأكيد على أن “التشخيص الصحيح للمرض، يساعد على العلاج الفعال، والمتابعة الطيبة يحب أن تكون مشتركة بين طبيب نفسي وطبيب التغذية، سواء في شهر رمضان أو خارجه”. مشددة على أنه “ليس أي فقدان شهية هو اضطراب الأكل”.

وعن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الشهية، نصحت أسماء زريول “بضرورة المحافظة على الأكل الجماعي خاصة في رمضان، لكون هذا الأخير من بين العلاجات الفعالة، التي ينصح بها بالنسبة لهذه الفئة”.

وختمت أخصائية التغذية تصريحها بالتأكيد على أن “الأكل مع الجماعة، له من تأثير إيجابي على حالة المريض، بحيث يساعده على تجاوز المرض وأعراضه في بداياتها”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *