احتفالات رأس السنة.. جدل بين الانفتاح والتجرد من الهوية الاسلامية

تستعد شريحة عريضة من المجتمع المغربي، للاحتفال بحلول رأس السنة الميلادية الجديدة، وتحرص فئة من الشباب على خروجها للاحتفال بـ’’البوناني’’.

في المقابل، تتجاهل فئة مهمة من المغاربة هذه الاحتفالات الصاخبة، معتبرة أن ذلك فيه تقليد للدول الغربية ومبالغة في مظاهر الاحتفال، التي تجردها من هويتها الإسلامية.

تتضارب المواقف وتتعدد الآراء كلما اقترب رأس السنة الميلادية، بين فئة تحتفل برأس السنة الميلادية إيمانا منها بالانفتاح الذي يتميز به الشعب المغربي، وقيم التسامح التي يعرفها أبناء المملكة بتقبلهم الآخر باختلاف عقيدته الدينية وجنسيته ومعتقداته وعاداته وتقاليده، أو بسبب تواجدها بأسرة تعتبر شراء ’’طورطا البوناني’’، طقسا تقليديا لا علاقة له بمعتقداتها الدينية.

وبين فئة ترفض الاحتفال بـ’’البوناني’’، إيمانا منها بأن كل عمل يراد به التقرب إلى الله، يجب أن يكون وفق شرعه وعلى نحو أداه نبيه محمد.

المغاربة والأديان الأخرى

وفي هذا الشأن، يرى نور الدين المصوري أستاذ علم الاجتماع، بكلية الآداب والعلوم الانسانية بفاس أن ’’المغاربة متسامحون ومنفتحون على الديانات الأخرى، رغم أن المغرب بلد إسلامي، فهو من المجتمعات التي كانت سابقا تضم المسلمين كأغلبية، وأيضا اليهود الذين كانوا يشكلون نسبة مهمة من المجتمع حيث تعايشوا مع المسلمين دون تعصب’’.

ويضيف المصوري في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الاختلاف في الأديان لم يكن يشكل مشكلا نهائيا لدى المغاربة، فالمغرب به مجموعة من الكنائس بالعديد من المدن المغربية، تسمح للمسيحيين بممارسة شعائرهم الدينية يوم الأحد دون إزعاج من أي أحد’’.

وأشار أستاذ علم الاجتماع، إلى اليهود المغاربة، الذين ’’ظلوا متشبتين بثقافتهم المغربية ولباسهم وأكلهم التقليدي والهوية المغربية، والجنسية المغربية، فرغم هجرة أغلبيتهم يقومون بزيارات إلى المملكة’’.

احتفال المغاربة برأس السنة الميلادية

يرى المصوري، أن ’’احتفال المغاربة برأس السنة الميلادية، يتم عبر مجموعة من الطقوس والأشياء، كشراء الحلويات وتزين واجهات المحلات الكبرى، إضافة إلى السهرات الفنية، التي ينظمها الشباب بهدف استقبالهم سنة جديدة’’.

كما يؤكد المتحدث ذاته، على أن هذا الأمر هو ’’مجرد طقس من طقوس توديع سنة بآلامها وأحزانها على أمل استقبال سنة جديدة، تكون أفضل من التي قبلها’’، مشددا على أن ذلك ’’ليس له ارتباط بالجانب الديني إطلاقا، بمعنى أن المغاربة لا يحتفلون مثل المسحيين بميلاد المسيح أو بطقوسهم بل كجميع الشعوب، يودعون سنة ويستقبلون أخرى’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *