“كعب غزال”، “الفقاص”، “ريشبوند”.. حلويات مغربية تحدت الزمن وحافظت على مكانتها يوم العيد

في كل عام، وعند الإعلان عن ثبوت رؤية هلال شهر شوال، تبدأ التحضيرات لاستقبال عيد الفطر السعيد. مناسبة غير عادية، خصوصا عند ربات البيوت، اللواتي يحرصن على أن تزين موائدهن بأصناف شتى من الحلويات، التي تقدم إلى جانب الشاي الأخضر، والذي تفوح منه رائحة النعناع، وهو تقليد مغربي متجذر، وعادة متوارثة من جيل لآخر.

وأمام دخول أصناف جديدة إلى مطبخ حلويات المغاربة، إلا أن الأصناف الأصيلة حافظت على مكانتها، بل ولا يزال بعضها يعتبر تاجا على كل الحلويات.

ومن بين الأصناف التي توارثتها الأيادي المغربية الماهرة، توجد حلوى “كعب الغزال” المصنفة “رقم واحد” بالمغرب. فبين حلاوة الاسم، وحلاوة المذاق، يكمن سر نكهة هذا الصنف الفريد، الذي يقال إن سبب تسميته بهذا الاسم، كونه يشبه شكل قدم الغزال. وأما عن أصولها، فيعود إلى القرن الثامن عشر، وتحديدا بمدينة فاس.

ومن خصائص هذه الحلوى، أنه يعد من عجين رقيق، ويتم حشوه باللوز المطحون المنسم بماء الزهر، وقيمته عالية، وتكلفته أيضا، بالنظر لمكوناته، ولا تكاد تخلو أي مائدة مغربية من وجود أهِلَّة “كعب الغزال”، وهي تتسيد المشهد، وتضفي هالة من الجمال على المكان.

ولأن المطبخ المغربي غني بأصناف متنوعة، فإن هناك أشكال أخرى تكاد تزاحم “كعب الغزال” في شهرته، ونستحضر هنا، حلوى “الريشبوند”، التي يحبها الصغار والكبار، وتخصص لها ربات البيوت سطلا خاصا بها، لما لها من وقع جميل على القلوب. فبمقادير بسيطة، وغير مكلفة، تظهر هذه الحلوى المنكهة بالمربى، والمزينة بحبيبات “الكوك”، ما يعطيها مذاقا لايقاوم بقدرة على الذوبان داخل الفم، وهو ما منحها لقب “مدللة الحلويات المغربية”.

إلى جانب هذين الصنفين، تحضر “الغريبة”، الحلوى الأصيلة التي لا يمكن أن تغيب عن مناسبة كهذه. فإذا كان “كعب الغزال” هو “هلال عيد الحلويات”، فإن “غريبة” هي نجمة المشهد بلا منازع، وهي حلوى الجدات اللائي وضعن مقاديرها قبل عدة عقود، وبقيت صامدة في وجه انفتاح المغرب على المطبخ العالمي، وهي تشكل توأما لذيذا إلى جانب “الفقاص”، الذي يعد أمير هذه الأصناف، والذي تدخل مكونات أصيلة في إعداده، منها “الزنجلان”، و”النافع”، و”حبة حلاوة”، وهي مكونات ذات قيمة عند المغاربة، ولها وزنها في المورث الشعبي للمطبخ المغربي.

إن مائدة المغاربة لا تشبه باقي الموائد في العالم، فهي إلى جانب كل هذا، تعتبر جزءا من تاريخ المملكة، وامتدادا أصيلا له، على اعتبار أن المائدة المغربية تستمد أصالتها من مزيج من تقاليد الطبخ الأمازيغية والعربية والأندلسية. ويكفي أن في لغتنا “الدارجة”، لا نستخدم مصطلح الطبخ، بل “الطياب”، من فعل طَيَّبَ الشيء، أي أعطاه نكهة طيبة وزكية، واللغة هي مفتاح الشعوب، وانعكاس لثقافاتها، وما يعد من القلب بحب، يصل إلى القلوب بكل حب.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *