إقبال المغاربة على التبضع بكميات كبيرة ساعات قبل رمضان.. بنزاكور “يُشرِّح” الظاهرة

يوم واحد قبل حلول شهر رمضان المبارك، ازدحام شديد ذلك الذي تشهده أسواق الخضر والفواكه، ومحلات بيع المواد الغذائية. زحمة خانقة في حركة مرور السيارات.

ساعات قليلة قبل طلوع شمس أول أيام الصيام، أسر تهرول لدخول السوق، والحصول على حاجياتها من المواد الأساسية، وأخرى تجري قبل ’’انتهاء كميات الخضر والفواكه الطازجة’’.

التحجج بـ’’العواشر’’

إقبال غير اعتيادي على الأسواق في مثل هذه الأيام، التي تتردد فيها كلمة ’’العواشر’’ بكثرة، حيث يتحجج المغاربة بها من أجل التبضع بكميات كبيرة.

وأنت بالسوق المركزي بالعاصمة الرباط، أينما وليت وجهك، ستجد أشخاصا محملين بكميات كبيرة من البرتقال، الذي سيتحول بعد ساعات طويلة من الصيام إلى عصير، وآخرون يشترون الطماطم، تلك المادة الأساسية والمهمة في إعدادة شربة ’’الحريرة’’، التي تزين الموائد المغربية.

’’رمضان يأتي ببركته’’، جملة تتردد على المسامع كثيرا، غير أن أفعال المغاربة في هذا اليوم، تظهر العكس تماما.

انتهاء المواد الأساسية من الأسواق

وفي هذا السياق، يقول محسن بنزاكور، الأستاذ الجامعي، والمختص في علم النفس الاجتماعي، إن ’’تبضع المغاربة، وإقبالهم الكبير على الأسواق في مثل هذه الأيام، له بعدين، اجتماعي، وآخر نفسي’’. مضيفا أن ’’البعد النفسي مرتبط بكون الإنسان يفكر في أنه سيكون صائما، وسيتهلك كميات كبيرة من الأكل’’.

وأكد بنزاكور، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أنه ’’من الناحية السوسيولوجية، فإن شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية، ارتبط عند المغاربة بخوفهم من انتهاء تلك المواد من السوق، رغم أن الحكومة تقوم في مثل هذه المناسبات بطمأنت المغاربة من أجل شعورهم بالراحة، غير أنهم مصرين على التبضع بكميات جد كبيرة’’.

واعتبر المتحدث، أن ’’شهر رمضان في مفهومه الديني، هو عكس المفهوم الاستهلاكي، الذي أصبحت تعيشه المجتمعات العربية والمغربية. فهذا الشهر جاء بفكرة الشعور بإحساس الفقير والتعبد، وليس التبضع بتلك الكميات’’. مسجلا كون المغاربة “لا يعلمون بأن إقبالهم الكبير على اقتناء المنتوجات الغذائية بكميات كبيرة، من شأنه أن يرفع من أثمنة تلك المواد كثيرا’’.

سيطرة العادات والتقاليد

واعتبر المحلل الاجتماعي، أن ’’العادات والتقاليد تغلب على المغاربة، وتسيطر عليهم كثيرا’’، مشيرا إلى ’’اقتناء الشباكية والبريوات وغيرها من الحلويات، من أجل استقبال الضيوف بمائدة مليئة بجميع أنواع المأكولات، لإظهار نوع من الكرم وحسن الاستقبال، غير أن هذه العادات تدفع المغاربة إلى شراء كميات جد كبيرة’’.

وأضاف محسن بنزاكور في تصريحه، أن “مثل هذه السلوكيات، والعادات، والتقاليد، أصبحت تتحكم فينا، وتسيرنا، كما أنها تتكرر في كل موسم رمضاني’’.

يشار إلى أن هوس التسوق، يرتفع لدى العديد من المواطنين في مثل هذه المناسبات، خلافا لباقي أيام السنة، الأمر الذي يدفع البعض، وفقا لبنزاكور، إلى ’’الاقتراض في ظل التهافت المفرط على الاستهلاك’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *