يكتسي شهر رمضان خصوصية مهمة، تجسدها منظومة كبيرة من العادات والتقاليد التي تعكس تقديس الصائمين لهذا الشهر، وتجندهم لصيام رمضان بفعل العديد من الممارسات ذات الطابع التعبدي والسلوكي والاجتماعي.

ولطالما تشبث المغاربة بعاداتهم المتأصلة، خصوصا خلال شهر الصيام، خاصة في بلد معروف بثقل موروثه الحضاري، فرمضنيات المغرب تختلف عن باقي الرمضانيات في العديد من البلدان الأخرى، حيث أنها تدفع إلى السطح بظواهر وطقوس خاصة تصل ماضي البلاد بحاضرها، غير أن العولمة الحديثة والقنوات الفضائية قد تكون عملت نوعا ما على إفساد تلك العادات المتأصلة.

تحول بسبب القنوات الفضائية

وفي هذا الصدد، قال مراد أعبوت، طالب باحث في علم الاجتماع، أن ’’المغاربة أصبحوا يفتقدون بسبب القنوات الفضائية وما تعرضه الأخيرة من برامج ومسلسلات، إلى ذلك الدفء الأسري، وتلك اللمة على مائدة الإفطار’’.

وأضاف المتحدث، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن “مظاهر العولمة الحديثة، أفقرتنا للعديد من الأشياء’’، مشيرا إلى أن ’’رمضان في الماضي يختلف كثيرا عن الحاضر، حيث كانت الأسر تجتمع خلال فترة الإفطار وتتبادل أطراف الحديث، وأيضا بعد الإفطار تجتمع من جديد لتقضي ليالي رمضان الروحانية مع بعضها البعض، غير أنه اليوم لم تعد مثل هذه السلوكيات تتواجد مثل السابق، بسبب الهاتف الذي جردنا نوعا ما من عاداتنا وتقاليدنا المتأصلة، لنهرب إلى الوحدة ونقدس البعد’’.

العولمة ضمن الأسباب

وأكد المتحدث أن ’’العولمة ساهمت في دخول العديد من الممارسات والعادات السيئة، الى بيوتنا، حيث أصبحنا نتعايش معاها كأنها غير دخيلة’’.

وسجل المتحدث، أن ’’انفتاحنا على الثقافات الأخرى من خلال مشاهدتنا لأفلام ومسلسلات ليست مغربية، يدفعنا إلى تقليد الغير تقليدا سلبي في العديد من الأشياء وهو ما من شأنه أن يجردنا من أصالتنا’’.