’’سأموت قليلاً وستحزنون مؤقتاً’’،  كتب الشاعر السعودي محمد زايد الألمعي قصيدة يرثي فيها نفسه قبل سنوات، توفي يوم أمس عن عمر يناهز عمر 68 عاما، إثر جلطة دماغية تعرض لها منذ يومين وأدخل على إثرها أحد المستشفيات الخاصة في القاهرة.

ونعى عدد من الإعلاميين والأدباء الفقيد، عبر حساباتهم بمنصة ’’إكس’’ حاليا، (تويتر سابقا).

’’لم يعد في العمر متّسعٌ كي تميل إلى ضدِّهِ أو إلي’’، ظل الألمعي يدق أجراس الرحيل منذ 30 عاما، وها هو اليوم رحل وترك حزنا كبيرا في قلوب محبيه.

سيرة ذاتية لامعة

ولد محمد بن زايد الألمعي، سنة  1958 في رجال ألمع، وهي قرية تقع في سفوح جبال عسير بالمملكة العربية السعودية. نشأ في أسرة محبة للشعر والأدب، وتلقى تعليمه من السنة الأولى ابتدائي إلى أن تخرج بالسعودية.

تخرج من كلية المعلمين بتخصص اللغة العربية، ثم درس الزراعة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

الجانب المهني

عمل الفقيد قيد حياته، في قطاع التعليم لعدة سنوات، قبل أن ينتقل إلى العمل بالمجال الصحفي، حيث كان محررا للصفحات الثقافية في إحدى الجرائد العربية.

أسس مع زملاء مجلة بيادر الأدبية، التي تصدر عن نادي أبها الأدبي وكان رئيس تحريرها حتى وفاته. كما كان عضوا بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.

انتقل بن زايد إلى العيش بمدينة جدة، وعمل في صحيفة البلاد اليومية السعودية، حيث بدأ ينشر قصائده بشكل أوسع وأكثر تنوعا، كتب في الحب و الحياة، و السياسية و الفن و الأدب و الثقافة و الدين، بلغة شعرية جديدة ومبتكرة، تجمع بين البساطة والعمق والجمال والتعبير.

الحياة الشخصية

تزوج الشاعر محمد بن زايد الألمعي، من الشاعرة اليمنية ابتسام المتوكل، وأنجب منها ثلاثة زايد، وعبد الله، ومحمد.

أصيب بمرض السرطان وقاومه لفترة طويلة، توفي بن زايد يوم 18 دجنبر 2023.

بن زايد الذي أثر في الشعراء العرب

امتلك رؤية فكرية وفلسفية وحداثية، عبر عنها في العديد من مقالاته ولقاءاته التلفزيونية، وأصدر ديوانه الشعري ’’قصائد من الجبل’’ سنة 1983.

يعتبر الفقيد، من الشعراء العرب المميزين في الساحة الشعرية السعودية والعربية، والذين أثروا الشعر الحديث بإبداعاتهم وتجاربهم حيث  يتميز شعره بالعمق والجمال، والتنوع القائم بين الأصالة و المعاصرة.

كان له تأثير كبير على شعراء  عرب آخرين، سواء من أقرانه أو من الأجيال اللاحقة به، فقد كان يشجعهم على الابتكار والتجديد في الشعر.