امحمد الخليفة.. مناصر القضية الفلسطينية ومناهض الأحزاب الإدارية

امحمد الخليفة، الوزير السابق في حكومة الراحل عبد الرحمان اليوسفي. رجل السياسة الذي ظل يدافع عن الوطن والقضية الفلسطينية والأحزاب الوطنية، ويناهض ما يصفهم بـ”الأحزاب الإدارية”، منطلقا من مرجعيته الفكرية، وتشبعه بمبادئ حزب الاستقلال الذي تربى فيه حتى صار من أشهر قيادييه، سيما وأنه يعد من بين رموز الحركة الوطنية، إذ انخرط في سن جد مبكرة في العمل النضالي والحزبي، حتى صار ينعت بـ”أصغر زعيم” في حزب علال الفاسي.

هذا الرجل الذي أطلق صرخته الأولى في مدينة مراكش سنة 1955، التحق بالحركة الوطنية وهو في زهرة عمره، إذ تدرج في الهياكل التنظيمية والأجهزة الحزبية في حزب الاستقلال، حتى نال العضوية في اللجنة التنفيذية، فضلا عن حصوله على حقيبة وزارية في حكومتي عبد الرحمان اليوسفي، وإدريس جطو.

اتفاقية “إكس ليبان”

“شخصيات خانت الوطن والملك”، تلك هي الجملة التي رددها امحمد الخليفة، وهو يتحدث عن الوفد المغربي الذي كان مشاركا في مفاوضات “إكس ليبان”، في ندوة نظمت ضمن فعاليات أكاديمية أطر الغد بالرباط، سنة 2019، إذ قال إن مفاوضات “إكس ليبان” التي جرت بين المغرب وفرنسا، وحددت معالم استقلال المغرب، شاركت فيها شخصيات خانت الملك محمد الخامس أثناء فترة نفيه بمدغشقر.

“المغاربة لا يعرفون من حدد لائحة المشاركين في تلك المفاوضات”، هكذا مضى يقول، قبل أن يؤكد على أن التاريخ السياسي للمغرب بعد الاستقلال قد تشكل بشكل وصفه بـ”السيء”.

“لماذا تأخرت صياغة أول دستور للبلد من 1955 إلى 1962″؟ سؤال طرحه امحمد الخليفة في الندوة، قبل أن يجيب: “هذه المعطيات تفسر الأوضاع الحالية للبلاد، كون التحكم بالمغرب هو نتيجة عدم انخراط البلاد في مسارها الصحيح منذ البداية”.

هذا المدخل، جعل القيادي في حزب الاستقلال يصوب مدفعيته صوب ما يصفهم بـ”الأحزاب الإدارية”، ويتهمهم بالقول: “هناك من يريد ممارسة التحكم سياسيا واقتصاديا وثقافيا ودينيا وغيرها، ويجب فضح ذلك بجميع الأساليب الممكنة، من أجل امتلاك مستقبلنا وأن نعيش كما نريد”.

الدستور والأحزاب الوطنية

“دستور 2011، من بين أفضل دساتير العالم.. من سيطبق الدستور؟”. هكذا تحدث عن الوثيقة الدستورية التي اتفق وتوافق عليها المغاربة في استفتاء فاتح يوليوز سنة 2011، قبل أن يشير إلى أنه قد تم قتل الأحزاب الوطنية منذ سنة 1958، مما جعلها ضعيفة وغير قادرة على مواكبة الأوراش التي يعرفها المغرب.

هكذا ساهم امحمد الخليفة في لقاء نظمته الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بطنجة سنة 2020، حول موضوع: “الاختيار الديمقراطي وأدوار هيئات الوساطة”، معلنا أن المعركة الديمقراطية مستمرة، ويجب على الأحزاب السياسية عدم التهاون والخذلان، وعدم السماح للمتخاذلين بالاختباء داخلها.

ويرى أن تفعيل وتنزيل مضامين الدستور، من عمل البرلمان، غير أنه تحسر على حال الأحزاب الوطنية، إذ أقر على أنها قد تم قتلها منذ سنة 1958، حتى أصبحت ضعيفة ومنكمشة، إذ ظل ينظر بنظرة استشرافية للمستقبل، ويدعو إلى التعامل مع القضايا السياسية الكبرى للبلاد بالجدية اللازمة والمساهمة في إغناء النقاش السياسي والدفاع عن مصلحة المواطنين والوطن.

“طوفان الأقصى”

“طوفان الأقصى”، جعل القيادي في حزب الاستقلال، يعلن أنه أحيى القضية الفلسطينية من جديد، بعدما كانت تنسى لدى المدافعين عنها، إذ يرى في الشباب الفلسطيني كونهم العارفون بالقضية أكثر مما يعرفه المتعاطفون معهم والقادرون على التحرير.

هذا الرجل السياسي المغربي، يرى في المقاومة الفلسطينية التي تقوم بها حركة حماس في قطاع غزة ضد إسرائيل، جاءت كرد فعل على الجرائم المرتكبة في حق الفلسطينيين، وتدنيس المسجد الأقصى، وسكوت الأمة العربية والإسلامية.

دفاعه المستميت عن القضية الفلسطينية، جعله يعلن أن الحكومة الإسرائيلية لا يمكن لها أن تعيش بدون سفك الدماء، كونها تأسست في ظرفية كان فيها المجتمع الإسرائيلي غارقا في المشاكل، مما جعلها تقوم بالاعتداء على الشعب الفلسطيني.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *