قمر خائف الله شارك العشرات من طلبة الطب والصيدلة، اليوم الخميس، في وقفة احتجاجية ببهو كلية الطب والصيدلة بالرباط، تنديدا بالقرارات التأديبية، والترهيب النفسي والتهديدات بالطرد الذي يتعرض له عدد من طلبة الطب المضربين، بشكل يضرب في كل القوانين التي تكفل حرية التعبير والدفاع عن الحقوق، حسب تعبيرهم.
ووفق ما عاينته “بلادنا24”، رفع المحتجون أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط، شعارات غاضبة تطالب وزير التعليم العالي ووزير الصحة، بالاستجابة لمطالب طلبة الطب بشكل مستعجل، مستنكرين سياسة التخويف والتهديد بالطرد والوعيد الذي يتعرض له الطلبة المقاطعون وعلى وجه الخصوص المكررون في كل الكليات العمومية، وكذا المحاولات البائسة والعقيمة المنتهجة من طرف المسؤولين بهدف زعزعة الوحدة الطلابية.
وعبر عدد كبير من المحتجين في تصريحات صحفية متفرقة لـ”بلادنا24“، عن “سخطهم من القرارات الارتجالية للمسؤولين، وكذا التهديدات المشتركة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد اللطيف ميراوي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، التي توعدا فيها المقاطعين للامتحانات بالصفر.
وإلى جانب طلبة الطب، حضرت الاحتجاجات مجموعة من أولياء أمور الطلبة، الذين عبروا بدورهم عن استنكارهم لما أسموه “القرارات التعسفية الصادرة في حق فلذات أكبادهم، وإحالتهم على المجالس التأديبية بتهم كاذبة”، مطالبين “الوزارات الوصية على القطاع، بفتح باب الحوار وإيجاد حلول واقعية وملموسة من أجل استكمال العام الدراسي وتحصين جودة التكوين لفائدة أطباء المستقبل”.
وبعد شهور من الاجتماعات التي أحاطت بها إضرابات ومقاطعات، هاجم عبد اللطيف ميراوي، وخالد آيت طالب، الطلبة المحتجين، معلنان عن نهاية الحوار معهم، متوعدان بمنح نقطة الصفر، لكل طالب لم يجتز الامتحانات، وهو ما اعتبره طلبة الطب، “قرارا مجحفا يقيد حريتهم في التعبير عن مطالبهم العادلة والمشروعة”، حسب تعبيرهم.
وبدأ الخلاف بين طلبة كليات الطب والصيدلة، بين وزارتي الصحة والحماية الاجتماعية والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بعدما أكدت هذه الأخيرة على أن هناك ضرورة تستدعي تقليص مدة الدراسة في كلية الطب والصيدلة من 7 سنوات إلى 6، بمبرر أن ذلك “سيرفع من عدد الأطباء الخريجين، خصوصا في ظل الإجماع على أن المنظومة الصحية تعاني خصاصا كبيرا”.
وبعدما أصدرت الوزارة الوصية، مذكرة إلى عمداء الكليات تؤكد فيها على خفض سنوات الدراسة من 7 إلى 6، ما يؤكد عزم الحكومة تطبيق توجهها هذا، شن طلبة كليات الطب والصيدلة حملات مقاطعة للامتحانات، وزيادة كبيرة في حدة الإحتجاج، إذ أكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، منذ 2022، على رفضها المطلق خفض السنوات، وأيضا ضرورة الاستجابة لنقط ترى أنها ذات أولوية قبل الحديث عن خفض السنوات إلى ست، أبرزها أن تخفيض مدة التكوين دون العمل على إعداد السلك الثالث.
وفي ما يتعلق بالرفع من عدد المقاعد المفتوحة في وجه الطلبة الجدد، والذي ترى فيه الحكومة هدفا لمواجهة الخصاص، يرى الرافضون أنه سيخلق مشاكل على مستوى ميادين التداريب الاستشفائية، أبزرها الاكتظاظ وخلق إشكالية في التنسيق الناجع بين قطاعي التعليم العالي والصحة في ما يخص التكوين.
كما يرى طلبة الطب، أن خفض السنوات سيُقلل من جودة الدبلوم ومدى الاعتراف به دوليا، ناهيك عن أنه لا يمكن تخفيض سنوات التكوين دون الانتهاء من هيكلة السلك الثالث ووضع تصور واضح حول طب الأسرة.
