زواج القاصرات.. حماية من الفقر أم اغتصاب جنسي؟

عادت المطالب بإلغاء زواج القاصرات لتطفو على السطح من جديد، وعادت معها المراسلات الموجهة إلى رئيس الحكومة والبرلمان ووزارة العدل، بغية إحداث تعديل في القانون المتعلق بتزويج القاصرات دون سن 18 سنة.

ومن الظاهر أن مدونة الأسرة، منذ تعديلها سنة 2004، لم تستطع النجاح مئة بالمائة في محاصرة زواج القاصرات، بالرغم من رفعها سن الزواج إلى18 سنة، حسب ما يعبر عنه عدد من الحقوقيين.

وفي هذا الشأن، قالت نجاة الرازي عن الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، في تصريح لـ’’بلادنا24’’ أنه “حان الوقت لإلغاء المواد التي تسمح بالاستثناء لترخيص القاضي بتزويج القاصرات، باعتبار هذا الأمر مناف لالتزامات المغرب الدولية، وغير مقبول لا من الناحية الاجتماعية ولا من الناحية الصحية، لأنه دائما ما يكون التزويج بغير إرادة الطفلة، وحقوق الطفل تتمثل في تواجده داخل المدرسة وداخل أسرته وليس تحمل مسؤولية أسرة أخرى”.

تزويج القاصرات يقلل من الفقر

دائما ما تطرح إشكالية تزويج القاصرات، وغالبا ما يتم ربطها وتبريرها بإنقاذ الفتاة وتزويحها في سن مبكرة من الوضع الاجتماعي المزري والفقر الذي تعاني منه الأسرة، لكن السؤال المطروح، هل تزويج القاصرات يقلل حقا من الفقر؟

في هذا الخصوص، تؤكد المتحدثة ذاتها، “الفقر ليس مبررا لتزويج الطفلات، ولو كان ذلك سببا كان من المفروض أن يتم تزويج نصف طفلات المغرب، إذا كان الطفل في حاجة إلى الرعاية، يجب أن نبحث له عن مدرسة أو تكوين مهني أو مؤسسة اجتماعية، حتى وصوله سن النضج، غير مقبول نهائيا تخلص الأسرة من طفلة بمبرر أنها فقيرة، يجب أن تحمي الدولة هؤلاء الطفلات”.

تحصين من الجرائم الجنسية

اعتبرت الرازي أن مسألة تزويج طفلة بهدف حمايتها من الجرائم الجنسية، “أمر غير منطقي نهائيا، فهذه المسألة لو كانت منطقية من المفروض أن يتم تزويج جميع طفلات المغرب تحصينا لهن، فدور المرأة المشاركة في التنمية الاجتماعية السياسية والاقتصادية يتحسن، فكيف لنا أن نعتبر أن تزويجها تحصينا لها، هل الفتاة فقط معرضة للانحراف الجنسي، هناك تربية ورعاية لتحصين الفتاة، لا يمكمنا تصور علاقة جنسية بين طفلة ورجل بمبرر تحصينها، الأمر غير مقبول”.

الاغتصاب الجنسي

ترى نجاة الرازي، أن “استباحة جسد فتاة غير ناضجة بشرعنتها بعقد زواج، يعتبر اغتصابا جنسيا، إذ يجب حماية الطفولة، بضمان الحقوق الأساسية بالرعاية والحنان والمتابعة الدراسة، والسماح للطفلة بممارسة حقوقها على أكمل وجه وليس بتزويجها”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *