انخفاض درجات الحرارة تزيد من معاناة الأطفال في وضعية الشارع

تزيد برودة الطقس والتساقطات المطرية، من تفاقم معاناة الأطفال في وضعية الشارع، ممن يتسودون الأرض، ويتغطون السماء، لا يجدون واقيا من هذه الظروف القاسية.

ومع حلول فصل الشتاء، تتجدد مخاوف الفعاليات المدنية، من تهديد الظروف الجوية القاسية، لحياة هذه الفئة المجتمعية.

تدخل الجمعيات

وفي الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات المطالبة بتدخل السلطات المحلية، في العديد من المدن، من أجل العناية بهذه الفئة، تعمل جمعيات المجتمع المدني على تقديم المساعدات اللازمة، كما تقوم بحملات ليلية لإطعام وتقديم الأفرشة والأغطية وبعض الملابس الساخنة، لهذه الفئة التي تعاني بشكل كبير جراء تواجدها بالشارع.

في مدينة فاس، وكباقي مدن المملكة في ليالي يناير الباردة، حيث تتواجد تلك الطفولة بملامحها البريئة، نائمة على جنبات الطريق، أو أمام أروقة المحلات التجارية أو المقاهي، تعمل جمعيات المجمتع المدني، على إعادتها إلى طبيعتها وشكلها الأصلي، بتقديم الدعم والمساعدة لمن أصبحت الشوارع تزخر بهم.

وفي هذا السياق، قالت أسماء قبة، رئيسة الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد بفاس، إن ’’الجمعية تقوم بجولة موسمية، خاصة خلال ليالي الشتاء الباردة، من شأنها تقديم المساعدة للأطفال في وضعية الشارع’’.

وتضيف قبة، في تصرح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’المساعدات التي يتم جمعها من طرف المحسنين، تكون عبارة عن  ملابس وأغطية وأفرشة ومواد غذائية’’، مؤكدة أن جمعيات المجتمع المدني توفر الإيواء، معتبرة أن ذلك ’’غير كاف أمام تزايد أعداد المشردين بشوارع المدينة’’.

أسباب الظاهرة

تتعدد أساب تواجد الأطفال بالشارع، فالمشاكل العائلية بجميع أشكالها، من تفكك أسري، وعنف، ويتم، وإهمال، وغيرها من المشاكل الأخرى، تجعل طفولة هؤلاء تتحول إلى شقاء مبكر، ومعاناة قاسية.

يشار إلى أن هذه الظاهرة، منتشرة بوضوح في كافة بقاع العالم، فقد سبق أن صرحت الأمم المتحدة، أن ما يزيد عن 150 مليون طفل في مختلف أنحاء العالم، في وقتنا الحاضر، يصنفون ضمن ’’أطفال الشوارع’’.

تعميم مراكز المواكبة

هذا، وقد سبق لوزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، أن كشفت خلال توقيع اتفاقيات شراكة بين وزارتها، والجمعيات المستفيدة من دعم مشاريع إحداث وحدات حماية الطفولة، أنها تعمل على تعزيز دور الأجهزة الترابية المندمجة لحماية الطفولة، من خلال توفير جميع الشروط اللازمة لذلك، ومن بينها إحداث وحدات حماية الطفولة، باعتبارها “لبنة أساسية لتعزيز الجهاز الترابي المندمج، من أجل إرساء مسار متكامل لمواكبة الأطفال في وضعية الشارع، والقضاء على الظاهرة”.

وأشارت الوزيرة إلى تعميم مراكز المواكبة لحماية الطفولة، والتي بلغ عددها حاليا 83 مركزا في مختلف الأقاليم، بنسبة تغطية تبلغ 100 بالمائة، مضيفة أنه تم انتقاء 41 مشروعا مقدما من طرف جمعيات معنية بقضايا الطفولة، لإحداث وحدات حماية الطفولة، ليصل بذلك العدد الإجمالي لهذه الوحدات إلى 54.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *