معاد بودينة كشفت صحيفة “دي أوبجيكتيف”، أن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، توسط منذ عام 2018، لرئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، من أجل إقناع المغرب على الموافقة للانضمام للملف المشترك لتنظيم مونديال 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وذكرت الصحيفة الإسبانية، في تقرير مفصل لها، أن الحوار بين سانشيز وروبياليس بشأن الملف المشترك الذي يضم الدول الأيبيرية والمملكة المغربية، قد بدأ بتاريخ 8 يوليوز 2018، على الساعة 8:25 مساءً، حيث تواصل روبياليس – الذي كان على رأس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لفترة شهر ونصف فقط – مع رئيس الحكومة الإيبيرية عبر “الواتساب” طالباً “المساعدة” فيما اعتبره أكثر من مجرد “عملية رياضية”، مشدداً على أهميتها باعتبارها “مسألة دولة”، حسب رسائل نصية بين المسؤولين الإسبانيين، كشفت عنها “دي أوبجيكتيف”.
وجاء في الرسالة النصية على تطبيق “واتساب”: “الرئيس المحترم!!! عزيزي بيدرو، أردت أن تعلم مني، وبكل ثقة، أننا نعمل على عرض محتمل لاستضافة مونديال 2030 إلى جانب المغرب والبرتغال.. سأناقش هذا الأمر مع الوزير غيراو للحصول على مدخلات من الحكومة الوطنية، والتي آمل أن تكون إيجابية، قبل المضي قدمًا وإصدار إعلان عام في المستقبل.. سوف يتجاوز هذا المسعى مجرد الرياضة… وسيصبح مسألة دولة، تتطلب تعاونًا جماعيًا.. تحياتي الحارة!!!”؛ وهو ما رد عليه رئيس الحكومة الإسبانية بسرعة، مؤكداً “مساعدته”. قائلاً: “بالطبع! دعنا نناقش الأمر وقتما تشاء.. تحياتي الحارة، لويس!!!”.
“وهكذا بدأت المباحثات بين قصر “لا مونكلوا” والمغرب، لتقديم عرض غير مسبوق، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استضافة كأس العالم عبر ثلاث قارات”، حسبما كشفت عنه الصحيفة الإسبانية، مشيرة إلى أن “بيدرو سانشيز، وكما جاء في المحادثات النصية مع روبياليس، وجد أن هذا الاحتمال “ملهم”، ونقل هذا الشعور إلى الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم في مناسبات متعددة”.
وعلى الرغم من أن وزير الثقافة والرياضة الإسباني آنذاك، خوسيه جيراو، أجرى اتصالات منتظمة بشأن هذه المسألة، إلا أن سانشيز طلب صراحة من روبياليس أن يبقيه على اطلاع. موضحاً: “تحدث معه ثم معنا”؛ كما أن رئيس “الفيفا”، جياني إنفانتينو أبدى اهتمامه بزيارة في شتنبر، لتقديم هذا العرض المشترك الذي يشمل لشبونة والرباط.
وقالت “دي أوبجيكتيف”، أنه في 13 شتنبر من عام 2018، التقى إنفانتينو وروبياليس مع بيدرو سانشيز في قصر “لا مونكلوا” في إسبانيا. مبرزة أن “في هذا الاجتماع، وكما تشير الرسائل الأخرى التي توصلت إليها، اقترح رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم، والاتحاد الإسباني، على رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، استضافة الحدث الرياضي الأول في العالم بالاشتراك مع المغرب والبرتغال”.
وبعد عرض إنفانتينو وروبياليس هذه الخطة على سانشيز، أبلغ الأخير رئيس اتحاد كرة القدم الإسبانية، أن هناك إشارات إيجابية تأتي من الرباط.
وفي 27 أكتوبر من نفس العام، أي بعد شهر ونصف فقط من الاجتماع في قصر “لا مونكلوا”، أطلع رئيس الوزراء الإسباني، روبياليس، على التقدم الذي أحرزه مع البرتغال والمغرب فيما يتعلق بتنظيم مونديال 2030؛ وقال سانشيز في هذا الصدد: “لقد وافق البرتغاليون بالفعل على مشروع كأس العالم.. أنا في انتظار تأكيد المغرب.. لقد ناقشت الأمر معهم بالفعل”؛ ليتوصل الأخير بعد شهر، أي في 19 نونبر، إلى اتفاق نهائي مع المغربي، وهو ما نقله سانشيز إلى روبياليس، بالقول: “المغاربة يشاركون في إطلاق مشروع كأس العالم الثلاثي!”.
