إسرائيل و”أديداس”.. علاقة معقدة تمتد لعقود

منذ بداية الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، ومع مرور الوقت، أثارت التساؤلات حول العلاقات بين شركات المنتجات الرياضية وإسرائيل، خاصةً مع دعوات لمقاطعة بعض المنتجات في العالم العربي والإسلامي. في هذا السياق، جاء اسم “أديداس”، وهي إحدى أكبر شركات تصنيع المنتجات الرياضية في العالم، في قلب النقاشات حول علاقتها مع إسرائيل، وتحديدًا بعد أن كانت ترعى قمصان منتخب إسرائيل لكرة القدم.

تاريخ إسرائيل و”أديداس”

تعود علاقة “أديداس” باليهود بشكل عام إلى الثلاثينات من القرن الماضي، حيث أُسست كشركة أحذية بواسطة الأخوين أدولف ورودولف داسلر.

وفق صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، يُعتقد أن للشركة أصولًا نازية، حيث تأسست في ظل حكم النازيين، ولكنها أصبحت لاحقًا إحدى أبرز الشركات العالمية في مجال الملابس الرياضية.

في بداياتها، كانت “أديداس” تصنع أحذية مسننة للعدائين على الأراضي غير المستوية، وسرعان ما تطورت إلى شركة رياضية رائدة. مع صعود النازيين للسلطة في ألمانيا، انضم الأخوين داسلر رسميًا إلى الحزب النازي، وأصبحت الشركة راعية للعديد من الرياضيين الألمان خلال دورة الألعاب الأولمبية في برلين عام 1936.

لكن بعد الحرب العالمية الثانية، تغيرت مسارات الأخوين داسلر وشركتهما بشكل كبير. اندلعت خلافات بينهما، وتحولت مصانعهما إلى مصانع ذخيرة للجيش النازي. اعتُقِلَ رودولف لفترة قصيرة، وتم تحويل الشركة إلى أيدي القوات الأميركية.

بعد الحرب، استمرت “أديداس” في تحقيق النجاح والتوسع على مستوى العالم، ورغم اللحظات الصعبة في تاريخها، إلا أنها أصبحت رائدة في عالم الملابس والأحذية الرياضية.

“أديداس” و”بوما” في قلب التنافس

في عام 1949، شهدت العلاقة بين الشقيقين أدي ورودولف داسلر تفاقمًا دائمًا، حيث أدى هذا الصدع إلى تأسيس أدي لشركته الخاصة تحت اسم “أديداس”، بينما اختار رودولف تأسيس الشركة المنافسة “بوما”.

مازالت مقرات الشركتين موجودة في هرتسوغنأوراخ حتى اليوم، ورغم تقسيم سكان المدينة بشكل حاد بين الولاء للعلامة التجارية، فإن “أديداس” حققت شهرة عالمية أكبر.

تجنبت “أديداس” الإشارة إلى أي علاقة ماضية مع النازيين، ويظهر ذلك على موقعها الإلكتروني حيث يُحدد التاريخ الرسمي للشركة كـ”بداية قصتنا”، من دون أي إشارات إلى الفترة قبل عام 1949.

يُذكر أن بعض الرياضيين اليهود تعاونوا مع الشركة في العقود التي تلت الحرب، وفي عام 1972، حمل السباح الأولمبي الأميركي مارك سبيتز زوجًا من أحذيتهما التي تم توفيرها بمبادرة من “أديداس” إلى منصة التتويج.

برز اسم “أديداس” في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي عام 2012، قاطعت بعض الدول العربية الشركة بسبب رعايتها لماراثون القدس، الذي كان يمر عبر أراض محتلة.

في عام 2018، قامت الشركة بفسخ عقد رعايتها للاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، بعد حملة جمعت آلاف التوقيعات وشارك فيها عدد من المشاهير، للتنديد بالممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. يُذكر أن “بوما” تتولى حاليًا رعاية المنتخب.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *