معاد بودينة تمكنت عناصر الشرطة الإسبانية، في عملية مشتركة مع المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية بألمانيا، والشرطة الفرنسية، من تفكيك شبكة إجرامية للاتجار الدولي في المخدرات، مقرها في ماربيا، كانت لديها حراسة مسلحة لحمايتها؛ وأحد قادتها المعتقلين، مغربي الجنسية.
وتم خلال هذه العملية الأمنية الكبيرة، إلقاء القبض على 14 شخصًا، مع إجراء 28 عملية تفتيش متزامنة، 10 منها في إسبانيا، و18 أخرى في ألمانيا، أسفرت عن حجز أكثر من 180 ألف يورو نقدًا، و7 أسلحة نارية، فضلاً عن 30 كيلوغرامًا من مخدر الحشيش، من بين أشياء أخرى.
وذكر بلاغ مشترك بين الأجهزة الأمنية، أن التحقيق في هذه القضية، انطلق في دجنبر من عام 2022، بعد اعتقال ثلاثة أشخاص من أصل كولومبي وألباني في مدينة داكس الفرنسية. وتم العثور بحوزة المعتقلين، الذين ما زالوا حاليًا في السجن الاحتياطي في فرنسا، على مبلغ 382 ألف يورو نقدًا، مخبأة في سيارة تم الاستيلاء عليها.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات الفرنسية، أن الأموال المضبوطة، كانت مخصصة لقادة شبكة إجرامية يُزعم أنها متخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات، ومقرها ماربيا، بالتراب الإسباني. كما تم إثبات ارتباطات للشبكة المزعومة داخل ألمانيا، بلد المقصد للمخدرات المنقولة براً من إسبانيا، مما حفز على بدء فريق بحث مشترك بين الدول الثلاث.
وكان قادة الشبكة المفككة، وهما ألمانيان من أصل إيراني، ومغربي، يديران مطعما يقع في منطقة “بويرتو بانوس” بماربيا، حيث دأبوا على عقد اجتماعات دورية مع تجار مخدرات آخرين. كما كانوا يتوفرون على حراسة دائمة، تتألف من مواطنين كولومبيين مسلحين، كانت مهمتهم توفير الأمن المسلح لهم، في مواجهة خطر قيام منظمات إجرامية أخرى بمهاجمتهم، أو محاولة سرقة بضائعهم.
وبعد عدة إجراءات للشرطة، يضيف المصدر الأمني، أنه تم في يونيو من العام الماضي، ضبط ما مجموعه 140 كيلوغراماً من مخدر “الحشيش”، مقسمة إلى ثلاث شحنات مصادرة، مرسلة من شركة في منطقة “خيريز دي لا فرونتيرا”، إلى شركة أخرى في ألمانيا.
ومن جهة أخرى، تم ضبط 450 كيلوغراما أخرى من “الحشيش”، مخبأة بإحكام بين علب الليمون داخل شاحنة ضبطت في ألمانيا، قادمة من مدينة مورسيا بإسبانيا. كما تم العثور على 400 كيلوغرام أخرى من نفس المادة المخدرة، في المستودع الذي كانت الشاحنة ستفرغ فيه البضاعة.
ومن خلال العديد من أوامر التحقيق الأوروبية (OEI) الصادرة عن ألمانيا، والتي تطالب باتخاذ تدابير مختلفة، تم تكثيف المراقبة الأمنية على الأشخاص الذين تم التحقيق معهم في مالقا، بويرتو بانوس، وسان بيدرو دي الكانتارا، وإستيبونا، وقادش، سانلوكار دي باراميدا وخيريز، دي لا فرونتيرا، بالتراب الإسباني.
ونتيجة لذلك، اكتشف الأمنيون، قاعدة عمليات الشبكة الإجرامية، التي تبين أنها مطعم “بويرتو بانوس” الذي يديره قادتها، ويخت في مدينة ماربيا، حيث عقد أفرادها اجتماعات سرية مع تجار مخدرات آخرين.
هذا، وكشف التحقيق أيضًا، عن روابط الشبكة الإجرامية المفككة، مع أعضاء بارزين في عصابة الدراجات النارية “Hell’s Angels MC”- فرعيها الألماني والإسباني – وكذلك مع مواطنين من أصل ألباني وبلغاري، وجميعهم لديهم سوابق في تهريب المخدرات. وكان الأسلوب الإجرامي الذي اعتمدته الشبكة لنقل المخدرات إلى ألمانيا، يتمثل في إخفاء المادة المخدرة في “كهوف” المركبات والشاحنات.
ولتجنب اكتشافهم، قام أفراد الشبكة المفككة، بتغيير موقع “مراكز الرعاية النهارية”، أي الأماكن الذين يحتفظون فيها بالمخدرات، بين منطقة ماربيا (مالقا)، وسانلوكار دي باراميدا (قادش)، وأوتريرا (إشبيلية).
وفي نهاية شهر أبريل المنصرم، تم تنفيذ العملية الأمنية بشكل متزامن في إسبانيا وألمانيا، مما مكن من توقيف ثمانية أشخاص في إسبانيا، اثنان منهم في منطقة ماربيا، وخمسة في إيستيبونا، وواحد في مقاطعة إشبيلية، واثنان في ألمانيا، فضلاً عن الثلاثة الذين تم القبض عليهم في فرنسا، في دجنبر من عام، 2022، وشخص آخر في ألمانيا، في أكتوبر من العام الماضي.
