تجاهل الصحراء في ميثاق سانشيز ودياز يرفع “سعار” أعداء الوحدة الترابية

تحدث الاتفاق الحكومي الإسباني الأخير، بين حزب العمال الاشتراكي، وائتلاف “سومار”، عن الصراعات في كل من أوكرانيا وفلسطين، إلا أنه لم يتحدث عن واحد من أقرب وأقدم الصراعات المفتعلة، وهو صراع الصحراء المغربية، مما وجه صفعة مفاجئة لجبهة البوليساريو الانفصالية، التي كانت تعول بقوة على ضغط الائتلاف اليساري للتراجع عن دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية.

وفي برنامجه الانتخابي خلال يوليوز المنصرم، أعلن الائتلاف بقيادة يولاندا دياز، أنه “سيعكس ببطء تغيير الموقف المعتمد في عام 2022 فيما يتعلق بالصحراء”.

هذا، وسبق للقائم بأعمال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن أرسل في شهر مارس من العام الماضي، رسالة إلى الملك محمد السادس، لم يتم الإعلان عنها بعد، والتي تتماشى فيها إسبانيا مع اقتراح منح الحكم الذاتي للصحراء المغربية، إذ بعد مجهودات جبارة وضغوط منقطعة النظير، استسلم “سومار” في النهاية لرفض المفاوضين الاشتراكيين ولم يتمكن من إدخال حتى فقرة مستوحاة من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الميثاق؛ وبهذا تمكن حزب سانشيز من تجنب أي عبارة يمكن أن تزعج الدبلوماسية المغربية، مما يؤكد بالملموس قوتها بنجاعتها في الدفاع عن الملف، فضلاً عن متانة وعمق جذور العلاقات المغربية الإسبانية.

كما تسبب استسلام مفاوضي “سومار”، في “انزعاج” داخل صفوف أحزاب “بوديموس” وماس مدريد، بالإضافة أيضاً لبعض المتعاونين مع يولاندا دياز، إذ آخر من أعرب عن “خيبة أمله” من الميثاق، كانت تيش سيدي، وهي نائبة في الكونغرس الإسباني عن دائرة مدريد، وتنحدر من المخيمات ومعروفة بمعاداتها للتقارب المغربي الإسباني، ودعمها لجبهة البوليساريو، حيث قالت الأخيرة في مقطع فيديو تم نشره من خلال الشبكات الاجتماعية: “إنه تناقض أنه لم يتم ذكر أي شيء فيما يتعلق بالصحراء، يجب أن نتذكر أن الشعور بالمواطنة الإسبانية لا يدعم موقف بيدرو سانشيز، ويتحالف مع المغرب”، مؤكدة أنه “يجب أن نتذكر أن الأمم المتحدة تعترف بأن إسبانيا تتحمل مسؤولية (…) كسلطة إدارية للإقليم”.

ومن جانبه، قال عبد الله العرابي، القيادي وممثل الجبهة الانفصالية في إسبانيا، في تصريح نقلته الصحافة: “لقد ضاعت فرصة تاريخية من جانب سومار فيما يتعلق بالصحراء”، مشيراً إلى أن إسبانيا لا تزال “السلطة الإدارية لمستعمرتها السابقة في نظر الأمم المتحدة على الرغم من أنها، من الناحية العملية، لا تستطيع ممارسة هذا الدور”، مما يبرز بالملموس الصفعة القوية التي تعرض لها التنظيم المسلح، الشيء الذي جعلها تخرج في مثل هذه الخرجات الشاردة، في محاولة منها لحفظ ماء وجهها وكسب تضامن المنتظم الدولي لدعمها في أطروحتها الإنفصالية، التي أضحت لا تسمن ولا تغني من جوع، خصوصاً موازاة وسطوع نجم الدبلوماسية المغربية، التي باتت أقرب من أي وقت مضى من حسم النزاع المفتعل.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *